في ظل تكالب دول العالم على القارة الإفريقية وثرواتها

الجزائر تجنّب منطقة الساحل ويلات حرب مدمرة وجهود متواصلة لتسوية النزاعات سلميا

الجزائر تجنّب منطقة الساحل ويلات حرب مدمرة وجهود متواصلة لتسوية النزاعات سلميا

سلط خبراء أمنيون، الضوء على الجهود الجزائرية لتسوية النزاعات داخل القارة الإفريقية عبر الطرق السلمية، وكيف تمكنت تجنيب منطقة الساحل من ويلات حرب مدمرة.

وقال في هذا الصدد، اللواء المتقاعد، المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، عبد العزيز مجاهد، بأن الجزائر سترافع من أجل ضرورة تسوية النزاعات داخل القارة الإفريقية عبر الطرق السلمية والحوار وبعيدا عن التدخلات الخارجية الأجنبية وهذه الرؤية دأبت على الدفاع عنها في كل المحافل الدولية منذ قرون، وتجلى ذلك مع قمة دول الاتحاد الإفريقي عام الـ1966 وبحضور الآباء المؤسسين للاتحاد وانتقلت إلى المطالبة بنظام عالمي أكثر عدلا خلال الـ50 سنة الماضية. وأوضح مجاهد، خلال مشاركته في برنامج “فوروم الأولى” للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، أن مشاركة الجزائر بدءا من الإثنين، في اجتماع لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا ببرازافيل، عاصمة جمهورية الكونغو، بوفد يقوده الوزير الأول، نذير العرباوي، يأتي لتأكيد هذا المسعى الراسخ للدبلوماسية الجزائرية في تشجيع الحوار ونبذ الخلافات ما بين الليبيين والمضي قدما في بناء مؤسسات دستورية منتخبة بعيدا عن الإملاءات الخارجية. وأضاف مجاهد قائلا ،”العالم اليوم يدار عبر الأزمات لإضعاف الدول العربية والإفريقية وتكريس الهيمنة الأجنبية ويجب اليوم العمل على وقف هذه التدخلات في شؤون القارة وهي من الأسباب الرئيسية في استمرار الأزمة الليبية منذ أكثر من 13 سنة”.

 

مجاهد يدعو إلى مقاربة حذرة للنزعات..

وتابع المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة قائلا: “يجب أن تكون هناك مقاربة موضوعية وحذرة للنزاعات والقضايا الشائكة في القارة الإفريقية من خلال تنوير الرأي العام أولا بأولئك الذين يقومون بأدوار إيجابية، وثانيا العمل على كشف الأدوار السلبية لبعض الأطراف والتي تعمل على إعاقة بناء مؤسسات سيادية قوية”. واسترسل قائلا: “القارة الإفريقية اليوم هي محل اهتمام كبير من القوى الرئيسية في العالم لما تزخر به من إمكانيات وثروات وموقع استراتيجي ويتعين علينا حسن استخدامها وتوظيفها من أجل الدفاع الجيد عن مصالح القارة وقد تجلى مثل هذا الاهتمام خلال الجولة الأخيرة لكاتب الدولة الأمريكي للخارجية للدول الأربع المطلة على المحيط الأطلسي في أعقاب نجاح القارة في طرد المستعمر القديم وسعيه لتشكيل جبهة جديدة وتمتين العلاقات معها”. وضمن هّذا السياق، قال مجاهد، إنه يتعين علينا اعتماد مقاربة براغماتية جديدة في التعاطي مع القوى العظمى لا ترتكز على التعاون فقط إنما تقوم على فكرة تبادل المنافع، وأشار قائلا: “لا يجوز الاستهانة بقوة الجزائر والتركيز فقط على السلبيات لأنها موجودة في كل مكان ولكن يجب التأكيد على ان الثورة الجزائرية ساهمت في تحرير نصف القارة الإفريقية وذكر ب مقولة الراحل نلسون مانديلا عندما صرح قائلا: “الجزائر جعلت مني إنسانا”. من جهته أكد حكيم بوغرارة، أستاذ الإعلام بجامعة المدية، أن الجزائر عملت في الأشهر الأخيرة على تجنيب منطقة الساحل من ويلات حرب مدمرة في النيجر عندما استخدمت ثقلها السياسي في منع حدوث صدام عسكري بالمنطقة يضر بأمن الجزائر والأمن الإفريقي وتكون له انعكاسات دراماتيكية على شعوب منطقة الساحل”.

 

بوغرارة.. مساعي أجنبية لعرقلة جهود الجزائر لتقوية نفوذها بالمنطقة

وأضاف حكيم بوغرارة، أستاذ الإعلام بجامعة المدية، بأن الجزائر ظلت تعمل منذ استقلالها على تقوية الصوت الإفريقي في المحافل الدولية وفقا لخارطة طريق تقوم على عديد المبادئ ومنها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول القارة واستعادة سيادة القرار الإفريقي غير أن هذا المسعى اصطدم بقوى أجنبية تعمل باستمرار على إحداث اختراقات من أجل تقوية نفوذها ومصالحها. وأشار بوغرارة، إلى “ما تعرضت له اتفاقية السلم والمصالحة في مالي أخيرا لانتكاسة حقيقية بسبب إقدام بعض القوى الأجنبية على تحريك الطابور الخامس لاستعداء الجزائر في منطقة الساحل من خلال استعمال بعض الأنظمة غير الديمقراطية وتشجيعها على افتعال أزمات وهميه مع الجزائر للتهرب من الاستحقاقات الدستورية وما يترتب عن ذلك من ارتهان لإرادة هذه القوى الأجنبية لكي تؤمن لها البقاء في السلطة مقابل تسليمها مقدرات وثرواتها للشركات الأجنبية على طبق من ذهب”.

سامي سعد