وسط إشادة بدستور 2020 كضامن للانفتاح الديني وحاضن للتنوع الوطني

الجزائر والصين تؤكدان من مجلس الأمة على أهمية التعايش الديني وتعزيز الشراكة الاستراتيجية

الجزائر والصين تؤكدان من مجلس الأمة على أهمية التعايش الديني وتعزيز الشراكة الاستراتيجية

في إطار الدبلوماسية البرلمانية، استقبل السيد محمد رضا أوسهلة، نائب رئيس مجلس الأمة، السبت، بتكليف من السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة، وفدا عن لجنة الشؤون الدينية والإثنية للمؤتمر السياسي الاستشاري لجمهورية الصين الشعبية، يقوده السيدZhang Yijiong، رئيس اللجنة.

وقد جرى هذا اللقاء، بحضور عدد من أعضاء مكتبي لجنتي الشؤون الخارجية، والتربية والتعليم والشؤون الدينية، إضافة إلى القائم بالأعمال بسفارة الصين بالجزائر، في أجواء اتسمت بروح التفاهم وتبادل وجهات النظر حول قضايا مشتركة، على رأسها واقع الممارسة الدينية في كلا البلدين. وفي كلمته، أبرز السيد أوسهلة أن دستور الفاتح نوفمبر 2020 كرس انفتاحا دينيا متوازنا في الجزائر، من خلال حماية حرية المعتقد وتنظيم الممارسة الدينية، مؤكدا أن ثوابت الهوية الوطنية المتمثلة في الإسلام والعربية والأمازيغية، تعد دعائم لوحدة الأمة الجزائرية وتعبيرا عن تنوعها الثري والمتكامل. كما أشاد أوسهلة بنموذج الشراكة الاستراتيجية التي تربط الجزائر بالصين، والتي بنيت على أسس الثقة والدعم المتبادل طيلة 67 سنة من العلاقات الدبلوماسية، مشيرا إلى توافق مواقف البلدين في قضايا دولية كبرى، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية. من جهته، عبر السيد Zhang Yijiong عن اعتزازه بزيارته الأولى إلى الجزائر، مبرزا عمق العلاقات الصينية-الجزائرية التي تعود إلى اعتراف الصين بالحكومة الجزائرية المؤقتة عام 1958، معتبرا أن هذا الإرث التاريخي ساهم في بناء شراكة نموذجية يُحتذى بها على المستوى العالمي. واستعرض المسؤول الصيني ملامح هيكلة المؤتمر السياسي الاستشاري الصيني، ودوره في صياغة السياسات العامة، مسلطا الضوء على التجربة الصينية في إدارة التنوع الديني والإثني وتحويله إلى مصدر قوة ووحدة وطنية. بدوره، أكد السيد محمد عمرون، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة، على أن الجزائر والصين تمثلان حضارتين عريقتين ساهمتا في بناء التاريخ الإنساني. كما استحضر شخصية الأمير عبد القادر كنموذج عالمي للتسامح والحوار بين الأديان. وفي ذات السياق، أوضح أن الجزائر تتعامل مع الشأن الديني وفق رؤية متزنة تضمن حرية المعتقد وتمنع استغلال الدين لأغراض تمس باستقرار المجتمع، مشددا على أن هذا التوازن ضروري لمجابهة التطرف والكراهية في سياق إقليمي ودولي مضطرب. وقد تميز اللقاء بنقاش ثري تطرق إلى ضرورة ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة عبر الأديان والثقافات، ودعم جهود التقارب والتفاهم الحضاري، بما يعزز الأمن والاستقرار ويحصن المجتمعات ضد الانقسامات.

محمد بوسلامة