أكد سفير الجزائر لدى فرنسا، محمد عنتر داوود، أن دعم الجزائر ثابت لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وهو مستمد من مسارها التاريخي الذي اتسم باستعادة الاستقلال بعد حرب تحرير وطنية طويلة ومجيدة.
جاء ذلك في توضيح وجهه سفير الجزائر لدى فرنسا محمد عنتر داوود إلى مديرية النشر لمجلة “جون أفريك” الأسبوعية، بخصوص الأنفوغرافيا التي تم نشرها في العدد 3100 لشهر ماي الجاري، تحت عنوان: “جبهة البوليساريو: جمهورية تحت الرمال”.
وذكّر عنتر داوود بـ”دعم الجزائر الثابت للشعوب الرازحة تحت نير الاحتلال ولحقها في تقرير المصير، لا سيما القضيتين العادلتين، الفلسطينية والصحراوية، مستمد من مسارها التاريخي الذي اتسم باستعادة الاستقلال بعد حرب تحرير وطنية طويلة ومجيدة، سمحت للشعب الجزائري بممارسة حقه في تقرير المصير”.
وانتقد بشدة الدبلوماسي الجزائري، مضمون النص التمهيدي لهذه الأنفوغرافيا الذي يلمح إلى أن الجزائر طرف “مهتم وغير معني” على غرار موريتانيا، وأنها تدعم قضية فاشلة، حيث شبه آفاق استقلال الصحراء الغربية، بـ”السراب”.
وقال السفير الجزائري إن “المحرر استخدم خريطة للقارة الإفريقية تدمج أراضي الصحراء الغربية ضمن الحدود الدولية للمملكة المغربية، وهو ما يتعارض مع الحقائق التي أرستها الشرعية والقانون الدوليين”.
وتوجه السفير بالقول لمديرية النشر لمجلة “جون أفريك” إن “خط تحرير مجلتكم، المعروف عنه لدى الجميع بكونه غير مؤيد لمسار إنهاء استعمار إقليم الصحراء الغربية غير المتمتع بالحكم الذاتي، ولممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير، ومثلما تنص عليه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن مهنة الإعلام تتطلب الموضوعية والدقة فيما يتعلق باستخدام الدعامات، ولا سيما الخرائط الجغرافية التي يجب أن تعكس الحدود المعترف بها دوليا”.
وأكد سفير الجزائر لدى فرنسا على أن أراضي المملكة المغربية والصحراء الغربية إقليمان متمايزان ومنفصلان، وصفها بـ”الحقيقة” التي تؤكدها مختلف الهيئات الدولية والإقليمية، على غرار محكمة العدل الدولية التابعة للاتحاد الإفريقي، ومحكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي وبالتالي، يضيف أن “أي تمثيل لا يأخذ هذا الواقع بعين الاعتبار، من شأنه أن يضلل القارئ”.
وأعرب الدبلوماسي الجزائري عن استغرابه من مضي الوسيلة الإعلامية ذات الروح الإفريقية – مثلما قال – في دعم الاحتلال المغربي الذي يدوس على أحد المبادئ التأسيسية للاتحاد الإفريقية والأمم المتحدة وهو حق الشعوب في التمتع بالاستقلال.
وأكد أن نص هذا التوضيح ليس له أي هدف آخر سوى الرغبة في تقديم معلومة كاملة، ترتكز على بيانات واقعية لا يمكن دحضها، ومن شأنها أن تسمح بتبادل الآراء حول طبيعة هذه المسألة التي تتعلق بآخر مستعمرة في إفريقيا.
وقال عنتر داوود: “ما زلت مقتنعا بأنكم ستأخذون في الاعتبار مستقبلا، هذه المعلومات التي أعتبرها محايدة وموضوعية، ما مكن ليس فقط من ضمان معلومات موثوقة وحقيقية للقراء، ولكن يجنب أيضا تضليل الرأي العام باستخدام دعامات توضيحية محرفة لا تعكس حقيقة الصراع”.
أمين ب.
