وجدت دراسة أولية من باحثين في مجال الإعلام بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا شملت 54 شخصاً إلى أن الاعتماد على «ChatGPT» في كتابة المقالات يقلّل النشاط الكهربائي في الدماغ ويضعف الإحساس بملكية النص واسترجاع المعلومات، مقارنة بالاعتماد على البحث التقليدي أو التفكير الذاتي.
وقال الباحثون إنه عندما انتقل مستخدمو «ChatGPT» للاعتماد على أدمغتهم فقط، بقي نشاطهم الدماغي أقل، وقدرة الاستدعاء أضعف، ما يشير إلى احتمال تراكم ما سمّاه الباحثون «ديناً معرفياً» عند الإفراط في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
كما وجدت دراسة أخرى أُجريت عام 2025 حول استخدام الذكاء الاصطناعي ومهارات التفكير النقدي أن الأشخاص الذين يستخدمونه أكثر – وتشير نتائجها إلى أنهم قد يكونون على الأرجح ممن تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاماً – قد تكون لديهم قدرات تفكير نقدي أقل.
وتقترح دراسة أخرى من عام 2025 أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يحوّل جوانب من التفكير النقدي النشط إلى فهم أكثر سلبية بـ3 طرق:
– الاسترجاع والفهم: من جمع المعلومات إلى التحقق من المعلومات.
– التطبيق: من حل المشكلات إلى دمج استجابة الذكاء الاصطناعي.
– التحليل والتركيب والتقييم: من تنفيذ المهمة إلى الإشراف على المهمة.
وبشكل عام، وفقاً لمراجعة بحثية لعام 2024، فإن الاعتماد المتزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي لأداء المهام التي تتطلب تفكيراً أعمق قد يعرّض الأفراد لخطر:
– انخفاض المشاركة الذهنية.
– إهمال المهارات المعرفية، مثل الحسابات أو استرجاع المعلومات.
– تراجع القدرة على التذكر.
– تقصير مدى الانتباه ومشكلات التركيز.
– عدم القدرة على تطبيق المعرفة في مواقف جديدة.
– مخاوف أخلاقية واجتماعية، مثل انخفاض التفاعل بين البشر والعزلة الاجتماعية.
– تحديات نفسية، مثل انخفاض الثقة بالنفس.
ومن أجل تقليل تأثير الذكاء الاصطناعي على الدماغ، تشير الأبحاث الناشئة إلى أن الإفراط في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والاعتماد عليها قد يؤثر بشكل عميق على فهمنا وقدراتنا على التفكير النقدي.
ومع ذلك، فإن الأدلة الحالية التي تدعم هذه الفرضية لا يمكنها سوى تفسير وجود ارتباط، وليس سببية، بين انخفاض التفكير العميق والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي. هذا المجال العلمي لا يزال جديداً وفي طور التطوّر.
من ناحية أخرى، الذكاء الاصطناعي ليس دائماً أمراً سلبياً. فقد تكتشف أنه يمكن أن يلهم الإبداع أو يشجع التعلم عندما لا يُستخدم بوصفه مصدراً وحيداً للإجابات أو الحلول.