أجمع مختصون خلال الملتقى المنظم بكلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير، الأربعاء، بدالي براهيم، بعنوان التحول الرقمي في مجال السياحة والفندقة في الجزائر فرص وتحديات، أن الرقمنة تعد بمثابة لبنة وركيزة أساسية للنهوض بقطاع السياحة الذي يكون مرتبط بالسياسة العامة للدولة، حيث تعول عليه السلطات في تحقيق الإقلاع الاقتصادي للمساهمة في مداخيل الدولة خارج المحروقات، خاصة مع ظهور منصات رقمية ومؤسسات صغيرة ومتوسطة، التي أعطت لها السلطات أولوية كبيرة، كما أشاروا لوجود عدة تحديات تواجه القطاع يجب مسايرتها للوصول إلى الهدف المنشود ، مع أخذ بعين الاعتبار ما يحدث في العالم من تطورات ومتغيرات.
الدكتور عجرد شرحبيل: تطور السياحة مرتبط بتجديد أساليب التسسيير من خلال تطبيق الرقمنة
وأوضح رئيس الملتقى، الدكتور عجرد شرحبيل، في تدخله، أن المتتبع للشأن الاقتصادي لاحظ الديناميكية الموجودة في مختلف القطاعات الاقتصادية ببلادنا، خاصة مع استحداث المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأولوية التي منحت لها، ما يفرض مواكبة التحديات وتجديد أساليب التسيير، من خلال تطبيق الرقمنة، التي تعد ضرورة حتمية خاصة في قطاع السياحة. وأضاف شرحبيل، لوجود عدة أساليب تستعمل خاصة مع التحديات الموجودة كالذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، قصد المحافظة على خصوصية البيانات نظرا لوجود قرصنة للمعلومات، وبالتالي يجب محاكاة تجارب الدول الرائدة في محال رقمنة المؤسسات السياحية والفندقة، لبلوغ الأهداف المسطرة سوءا كانت قصيرة المدى او بعيدة، لبناء اقتصاد قوي خارج المحروقات.
الدكتور أيت مزياني: الرقمنة تساهم في إحداث التنافسية بين المؤسسات السياحية
وأفاد الدكتور أيت مزياني، أن الكثير من المشاريع في المقاولاتية، ترتكز على الرقمنة، من خلال إنشاء منصات يسعى حاملي المشاريع إدخالها في السياحة، وبالتالي نجد أنه هناك قدرة تنافسية بين المؤسسات السياحية في جلب السواح. وأكد أيت مزياني، على ضرورة تعزيز القدرات التنافسية لرفع قدرات التشغيل داخل المؤسسات السياحية، وهذا بالاعتماد على الرقمنة التي تعد عنصر مهم في إحداث التغيير نحو الأحسن.
الدكتور خالد كواش: الرقمنة أحدثت تطورا كبيرا في قطاع السياحة
وأوضح رئيس المحلس العلمي في الكلية، خالد كواش، أن السياحة أخذت أبعاد، خاصة مع تطور وسائل الاتصال والتدفقات المالية والمنصات المستحدثة، حيث هذا التطور أحدث قفزة كبيرة في هذا القطاع، ويظهر ذلك من خلال الوصول الى وجهات سياحية بسهولة من خلال التطبيقات الجديدة المستحدثة، وبالتالي نجد بأن الرقمنة في القطاع السياحي، يفرض مسايرة التطورات الحاصلة في القطاعات الأخرى، التي لها علاقة بالسياحة. كما أشار رئيس المحلس العلمي في الكلية، لوجود عدة تحديات تواجه تطور السياحة ببلادنا، حيث هناك مؤسسات سياحية لا تقبل الدفع الإلكتروني، وهذا للتهرب الضريبي وإخفاء السعر الحقيقي للخدمات المقدمة، وبالتالي هذا العائق يحول دون تطبيق الرقمنة، اضف لذلك أيضا حماية الأمن المعلوماتي للقطاع السياحي، الذي يعد مهم للسائح وللمؤسسة الفندقية.
الدكتور أحمين شفير: الثورة الرقمية التي مست الاقتصاد العالمي انعكست إيجابا على السياحة
وبدوره، ذكر الدكتور أحمين شفير، في مداخلته بعنوان: التحولات العالمية وقطاع السياحة الفرص والتحديات، بأن قطاع السياحة لا تعترضه مسألة الرقمنة وتطوير التكنولوجيات فقط، وإنما أمامه الكثير من التحديات، حيث فيما يتعلق بالرقمنة، هناك تحول هيكلي مس الاقتصاد ككل، كصعود الشركات الاحتكارية الكبرى في العالم، الثورة الصناعية الرابعة وانعكاساتها، على الاقتصاد العالمي ككل والقطاع السياحي بصفة خاصة، ما يسمى بالثورة الرقمية، حيث ما يحدث حاليا من تطورات في الرقمنة، يؤثر بشكل ايجابي على السياحة، وتعد فرصة ليتطور أكثر. وكشف الدكتور أحمين، بأن السياحة تساهم في حدود 9.8 في الناتج الخام العالمي، وبنسبة 9بالمائة في التشغيل، فيما بلغ إجمالي العائدات بها 1400دولار امريكي خلال عام 2023، وبالمقابل تعد الصين اول بلد سياحي في العالم لتليها أمريكا وبعدها ألمانيا، وبالنسبة لبلدان الإستقبال فتعد فرنسا الوجهة الأولى للسياحة ثم إسبانبا وبعد امريكا وإيطاليا، وبالتالي لابد من أخذ بعين الإعتبار ما يحدث في العالم ، قصد تطوير قطاع السياحة ببلادنا. كما اعتبر الدكتور، بأن قطاع السياحة يعد أكثر عرضة للأزمات التي يشهدها العالم، كالمالية والبيئية وكذا كورونا، أضف لها مؤخرا الإجراءات الحمائية التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما أدى لحدوث ارتباك كبير لدى المؤسسات الاقتصادية العالمية الكبرى، ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعد وحهة للسياحة، لعدم وجود ثقة لدى السواح فيها.
نادية حدار