لزراعة القنب في المغرب والسموم التي يبعثها عبر شبكات التهريب، ينتشر مخدر آخر يدعى “البوفا” بشكل سريع للغاية وسط الشباب المغربي بالمدن الكبرى، في الأسابيع الأخيرة، ما دفع ناشطين من المجتمع المدني ومختصين طبيين إلى دق ناقوس الخطر من المخدر سريع الإدمان.
ويدعى المخدر الجديد “البوفا” أو “كوكايين الفقراء”، لثمنه الرخيص، ويتميز عن باقي المخدرات أن مستعمله يقع في فخ الإدمان سريعا. وبات المخدر، يتصدر عناوين الصحف بالمغرب، كما أن منظمات حقوقية تحذر من انتشاره السريع، ما دفع السلطات إلى التحرك. وخلال الفترة الممتدة من بداية جانفي عام 2020 إلى وحتى نهاية ماي عام 2023، سجلت قرابة 200 قضية تتعلق بمخدر “البوفا”. يقول الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات الصحية، إن مخدر “البوفا” هو ما يعرف في الولايات المتحدة الأميركية بـ”كراك”، يصنع من بقايا الكوكايين، ويتم خلط هذه البقايا بالأمونيا ومواد أخرى وهو ما ينمحه شكله “البلوري”. خطورته، بحسب حمضي، تكمن في أنه مخدر قوي وينتشر بسرعة، لأن جرعته ثمنها أرخص بخمس إلى ست مرات من الكوكايين لذلك يسمى “كوكايين الفقراء”. يقول حمضي في حديث لموقع “الحرة” إن قوته الإدمانية كبيرة جدا ويحتاج مستعمله إلى عدة جرعات في اليوم، لأن “مفعول الجرعة الواحدة قصير جدا”. ويتابع المختص “لذلك فالسبب الأول لانتشاره السريع يعود إلى رخص الجرعة وليس إلى رخص المخدر، والسبب الثاني أنه يستنشق عن طريق الرئتين ثم ينتقل إلى الأوعية الدموية ثم إلى الدماغ، لذلك فبعد ثماني ثوان يبدأ مفعوله”. وفي عام 2021، سجل المغرب ارتفاعا قياسيا في الكميات التي تم ضبطها من مخدر الكوكايين منذ مطلع العام والتي تجاوزت 1.4 طن.
أ.ر










