في الآونة الأخيرة يدعو البعض لهجر المدينة والاتجاه إلى الريف حيث الطبيعة النقية والمناظر الخلابة والحياة البسيطة، لكن يبدو أن البعض يرى أن هذا القرار واجب وليس رفاهية لأن مع انتشار المدن يتراجع الريف ويتراجع معه العديد من الخبرات والحرف المهمة.
المدرسة هي مشروع تابع للجمعية الإسبانية لمناهضة هجرة السكان (AECD) وهي منظمة مكرسة لهدف إعادة إحياء القرى الريفية المتضائلة في إسبانيا.
في الخمسين عاماً الماضية، فقد الريف الإسباني 28 في المائة من سكانه، كما أفادت إذاعة صوت أمريكا هذا الشهر، تضم الآن القائمة 6800 قرية يقل عدد سكانها عن 5000 نسمة.
قالت سوزانا باتشيكو، العقل المدبر وراء المدرسة الجديدة: “من الواضح أن المشروع يلبي حاجة موجودة في مجتمعنا، في كل مرة يُغلق فيها منزل في قرية، نفقد الحكمة التي تراكمت لدى أجدادنا مع تجاربهم”.
الهدف من المدرسة الجديدة هو مكافحة هذه الخسارة على وجه التحديد من خلال تمكين النساء اللاتي يعشن في الريف بالفعل أو اللاتي يرغبن في العيش هناك.
لعبت المرأة منذ أجيال دوراً مهماً في الحياة الريفية، في جميع أنحاء العالم، تعمل النساء كحافظات للمعرفة الزراعية التقليدية ويشكلن حوالي 43 في المائة من القوة العاملة الريفية وفقاً لمدونة AECD ومع ذلك فإنهن يشكلن أقل من 20 في المائة من ملاك الأراضي و13 في المائة فقط من صانعي القرار في المناطق الريفية.
في إسبانيا، الوضع ليس أفضل بكثير، قالت باتشيكو: “إن النساء يشكلن أكثر من ثلث العمال في المزارع العائلية في البلاد، لكنهن لا يشكلن سوى 26 في المائة من رؤساء المشاريع الريفية، ما زلن في الظل.”
الفكرة من وراء المدرسة هي تزويد النساء بالمهارات التي تلزمهن لإطلاق مشاريعهن الريفية الخاصة وبالتالي تجديد الريف.
قال باتشيكو: “إذا أردنا أن تتوقف قرانا عن هجرة الناس منها وأن يتم استبدال الأجيال الأكبر سناً بأجيال جديدة لديها الخبرة اللازمة وأن يحقق العالم الريفي الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية، فإن وجود النساء لتقديم الدعم الاجتماعي ودفع عجلة الأنشطة الجديدة أمر أساسي”.
سيتم تدريس الدورات العملية من قبل رعاة ومنتجين محليين، ستتعلم النساء كيفية تربية الأغنام والأبقار والماعز والخيول والخنازير والماشية، بالإضافة إلى مهارات أخرى مهمة للزراعة المستدامة في القرن الحادي والعشرين، ستشمل الدورات تربية النحل والعمل مع النباتات الطبيعية والسياحة المستدامة.
قالت باتشيكو إن جزءاً من تصميم مدرسة خاصة بالنساء يعني جعلها صديقة للأسرة، على عكس الدورات الريفية الأخرى، ستقدم المدرسة منحاً دراسية حتى يتمكن الأطفال من تلقي الرعاية أثناء دراسة أمهاتهم.
/////////////////////