اعتبر الدكتور مدني لخضر، أستاذ الاقتصاد بجامعة دالي إبراهيم، أن القرار التاريخي للرئيس الراحل هواري بومدين، بتأميم المحروقات، يعتبر قرارا تاريخيا بعد أن وضع حدا للهيمنة الفرنسية على هذه الثروة، مؤكدا أن “سوناطراك والمحروقات يجب أن تبقى ملكا للمجموعة الوطنية للأجيال الحاضرة والمستقبلية ولكن هذا لا يتعارض مع فتح المجال لمرونة أكبر وللنجاعة الاقتصادية، لا سيما من خلال الشركات مع المؤسسات التي تملك التكنولوجيا في هذا المجال”.
وقال الدكتور مدني لخضر، خلال استضافته في حصة خاصة بالقناة الأولى حول الصناعات النفطية والغازية ومبدأ السيادة على الثروات الطاقوية، في إطار استعداد الجزائر لاحتضان قمة منتدى الدول المصدرة للغاز، أن “القرار جاء في ظروف خاصة منها التحضير للقرار بإنشاء معاهد متخصصة لتكوين المورد البشري الوطني وسياق نشاط مؤثر للدول المصدرة للنفط، إلى جانب السياق الجيوسياسي بعد الحرب بين الدول العربية والكيان الصهيوني، حيث شكل صدمة لفرنسا التي كانت تعتمد على هذه الطاقة التي تعتبر عنصرا رئيسيا في تنافسية الاقتصاديات”. كما أضاف المتحدث، أن “قرار التأميم كان له أثر إيجابي على تمويل المسار التنموي خلال سنوات السبعينات بوضع اليد على الموارد الطاقوية، خاصة بعدما تم ترك الباب الشراكة والتعاون مفتوح أمام الدول الأجنبية”. وتابع حديثه قائلا: أن “بداية التسعينات شهدت مرحلة حاسمة ثانية من خلال تجديد الاحتياطات الطاقوية للجزائر بعد الأزمة النفطية في 1986، حيث تم صدار قانون أكثر حرية في مجال المحروقات، فيما شهدت أسعار البترول ارتفاعا منذ بداية 2000 وآثارها على مختلف المشاريع”. ولفت الدكتور مدني لخضر، إلى ضرورة التعامل مع الثروة النفطية بنظرة استراتيجية تعتمد على تنويع الاقتصاد والاستفادة من الإيجابيات في أحداث التحول الهيكلي. وبحسب الدكتور مدني لخضر، فإن تعديل القانون في 2019 فتح المجال للعديد من الاستكشافات بمعدل 15 استكشافا سنويا، سمحت بتجديد الاحتياطات من النفط وخاصة من الغاز.
مكانة هامة في سوق الغاز العالمي
وعدّد ضيف القناة الأولى، نقاط القوة التي تمتلكها الجزائر التي تعد بلدا غازيا أكثر منه نفطي، ما جعلها تحوز مكانة هامة في سوق الغاز العالمي بمكانتها الـ7 عالميا ضمن الدول المصدرة لهذه الطاقة ومكانة هامة في منتدى الدول المصدرة للغاز.
كما صرح قائلا: “الجزائر تمتلك احتياطي هام من الطاقة التقليدية وغير التقليدية مثل الغاز الصخري إلى جانب موقعها الاستراتيجي القريب من أوروبا وامتلاكها لشبكة توزيع وتصدير وكذا كونها بلد عبور لا سيما لأنبوب الغاز الإفريقي”. وبخصوص سمعة الجزائر عالميا، أكد الدكتور لخضر، أن “الجزائر في مسارها التاريخي كانت دائما بلدا موثوقا ودائما تفي بالتزاماتها تجاه الشركاء في المجال الطاقوي وهو ما عزز مكانتها”. واعتبر الدكتور لخضر، أنه “من بين التحديات التي ستكون على طاولة النقاش في قمة منتدى الغاز بالجزائر، بحث مسألة ضمان استقرار الأسعار، خاصة بالنسبة للغاز المميع الذي سيتجاوز الغاز المنقول عبر الأنابيب، مستندا إلى تقارير خاصة بهذا المجال الطاقوي إلى جانب دخول منافسين جدد في السوق بعد الحرب الروسية-الأوكرانية، مثل الولايات المتحدة التي تحولت إلى أول ممون للغاز المميع بفضل الغاز الصخري لتتجاوز قطر”. وأضاف المتحدث، أن “القمة الـ7 للدول المصدرة للغاز ستنعقد في ظل تحولات كبرى يشهدها العالم، لا سيما الجيوسياسي أبرزها الانتقال من الأحادية القطبية إلى عالم متعدد الأقطاب وبروز شركات وطنية خلال العقدين الماضيين بعدما كانت السوق تسيطر عليها الشركات العالمية”.
سامي سعد










