يعتبر مركز التعذيب “البراج” الواقع بسد بني بهدل بتلمسان معتقلا آخرا مثقلا بجرائم المستعمر الفرنسي في حق الشعب الجزائري، تم إنشاؤه سنة 1957 وهو عبارة عن نفق طوله 11 مترا وعرضه 4 أمتار، كان يستعمل ما بين سنتي 1934 و1945 كمكان لصناعة الخرسانة المسلحة لبناء سد بني بهدل. وحسب المصادر التاريخية، فإن ما يفوق 200 جزائري حشدوا وعذبوا داخل هذا النفق الذي كان يسمى “حبس الباراج”، حيث كان جيش الاستعمار بعد استنطاق وحشي يحول المعذبين الميؤوس من كسب معلومات منهم إلى نفق تحت الحائط الخاص بالسد ويردمهم ويفرغ عليهم فضلات من أحد الثقوب الموجودة في الأعلى.
كما كانت تستغل بناية أخرى في عملية الاستنطاق وردم المجاهدين أحياء، كما يحتوي المركز على زنزانات يدك فيها مجاهدون من قرى الخميس والعزايل وبني سنوس وحتى من ولايات أخرى، وتطلق عليهم كلاب شرسة منهم حافظ القرآن الكريم من بلدية بني بهدل يحيى حجيلة.
ويتذكر من جهته المجاهد المحكوم عليه بالإعدام يبدري بلعباس الذي التحق في 1959 بصفوف جيش التحرير الوطني وعمره 17 سنة، أنه تم القبض عليه في فبراير 1960 بعد إصابته في انفجار قنبلة رفقة المجاهدة الراحلة خليف خيرة التي قطعت يداها والمجاهدة الراحلة حجيلة فاطمة التي قطعت رجلها والمجاهدين حضري وبلحاجي حسين ونقلهم إلى مركز تعذيب “الباراج” رفقة أزيد من 250 شخصا.
وتميز مركز التعذيب بقساوة وسائل التعذيب، حيث لقي العديد من أبناء المنطقة حتفهم داخل هذا المركز تحت طائلة التعذيب، وتبقى هذه المراكز على مر السنين معالم تروي ذكريات أليمة عن واقع عايشه المجاهدون والسكان عموما من تعذيب وتنكيل، وهي اليوم في حاجة لعمليات صيانة وتهيئة حفاظا على الذاكرة الوطنية ولتظل شواهد للأجيال الصاعدة على جرائم المستعمر الغاشم.