يقع مركز التعذيب المسمى “قلتة السطل” على الطريق الوطني رقم 1 ببلدية بويرة الأحداب، دائرة حد الصحاري، ولاية الجلفة، الناحية الثانية، المنطقة الثانية، الولاية التاريخية السادسة.
ويرجع تاريخ إنشاء بناية مركز التعذيب، إلى بداية الغزو الفرنسي للمنطقة، وبالتحديد سنة 1853 من طرف الجنرال الفرنسي روندون، الحاكم العام للجزائر في ذلك الوقت، حيث استخدمت كحامية للقوات الفرنسية بالمنطقة، ومركز مراقبة محصن للأهالي، تخوفا من ثوراتهم التي لا تهدأ، ومع بداية الثورة التحريرية، وبالتحديد في سنة 1956 قامت القوات الاستعمارية، بتحويله إلى مركز للتعذيب والاستنطاق.
ويتربع المركز على مساحة تقدر بحوالي 850 متر مربع، وهو عبارة عن بناية مستطيلة الشكل، محصنة بأسوار عالية (حوالي 04 أمتار علو) تعلوها 04 أبراج مراقبة تتخللها فتحات ضيقة يُرجح أنها كانت خاصة بإخراج فوهات البنادق للجنود في القرن 19، ومدخل واحد فقط مما يدل على تخوفهم الشديد من الأهالي بالمنطقة.
يتوسط الحصن ساحة كبيرة بها بئر وتحيط بها حوالي 12 غرفة، في حين خصص لقائد الحصن الطابق العلوي الواقع في مدخل الحصن، أما خلف الساحة فتوجد غرفتان مزودتان بقبو يصل طوله إلى حوالي 20 مترا تحت الأرض (يمتد إلى غاية الساحة الرئيسية)، كان يستعمل لتخزين الملح سابقا والذي حول إلى مكان للاعتقال والتعذيب أثناء الثورة التحريرية.
وحاليا تم استرجاع المبنى من طرف وزارة المجاهدين لترميمه وتحويله إلى متحف، ليبقى شاهدا على جرائم المستعمر الفرنسي للأجيال القادمة.
