مستغلوها يطالبون بالتسوية منذ أكثر من عقدين… الصراعات القضائية ترجئ الفصل في ملكية أراضي بعين طاية

elmaouid

عقّدت النزاعات القضائية المستحدثة مشكلة ملكية الأراضي الواقعة بتعاونية النجاح بعين طاية شرق العاصمة بعدما ظهر للوجود ملاك آخرون كانوا قد رحلوا منها فور حصول الجزائر على الاستقلال، في حين استفاد طرف

ثالث منها وهم مواطنون عانوا أزمة سكن، فمكنتهم البلدية وقتها من عقود استفادة شيدوا على أساسها مساكن سجلت باسم ملكية جماعية، ليشكوا حاليا تهديدات بالطرد وهدم مساكنهم لافتقارهم إلى عقود ملكية فردية.

أطراف كثيرة دخلت صراع افتكاك عقود ملكية الأراضي التي يشغلها مواطنون على مستوى تعاونية النجاح على أمل انقاذ مساكنهم المهددة بالهدم، فقد ظهر للوجود ملاك الأراضي الأصليون الذين رحلوا عنها بعد الاستقلال، إلى جانب أولئك الذين لا يزالون فيها، لتتعقد المسألة أكثر باعتبار أن الجميع يطالب بها، في حين تتجنب المصالح المعنية منح عقود ملكية لهؤلاء الذين لجأوا إلى القطع الأرضية في عام 1991 وشيدوا عليها مساكنهم التي ترتقب أن تستقل بأصحابها، كل بعقد ملكيته والتخلص من الملكية الجماعية التي جعلتهم أشبه بسكان القصدير أو البناءات الفوضوية.

وأعرب السكان عن شدة مخاوفهم من هذا الوضع الذي يهددهم بالتواجد في الشارع في أي لحظة لعدم استقرار قضيتهم التي دخلت أروقة المحاكم، بعدما كان الأمر يقتصر على المراسلات التي كانوا يوجهونها للسلطات بغية تمكينهم من عقود ملكية تسمح لهم بالتصرف في بناءاتهم وتحميهم من التقلبات المستقبلية لأي برنامج تنموي قد يدفع بهم كضحايا له، خاصة وأنهم ليسوا الملاك الأصليين للأراضي، منوهين بذلك إلى أنهم تحولوا إلى سكان فوضويين لعدم امتلاكهم لعقود الملكية، مما ولد لديهم مخاوف على المدى البعيد، ولهذا يطالب سكان تعاونية النجاح المصالح المعنية بالتدخل العاجل من أجل تمكينهم من عقود ملكية تثبت أحقيتهم في هذه القطع الأرضية.

في سياق آخر، عرج المعنيون على موضوع جديد أثار لديهم الكثير من القلق ممثلا في دخول عدد من الأطراف في نزاع مع بعضهم البعض، بسبب كونهم من سكان المجموعة الفلاحية في ذلك الوقت منذ العهد الاستعماري، وبعد الاستقلال قامت السلطات المحلية بترحيل البعض منهم إلى أحياء أخرى.

وخلال بداية التسعينيات، أقامت البلدية هذه التعاونية بتقسيمها إلى قطع أراضي تمنح لباقي السكان الذين لم يتم ترحيلهم، وهذا ما دفع ببعض من الذين رحلوا إلى المطالبة بحقهم في هذه الأراضي، كما أقدم بعضهم على البناء في مواقع هي أصلا ملكا لغيرهم، ما أجبر أصحابها على الدخول في صراع قضائي.