أجمع المشاركون في الندوة التي نظمها المجلس الإسلامي الأعلى، السبت، بمقره بمناسبة إحياء اليوم الوطني للطالب، تحت شعار”لنبني الجزائر معا”، أنها مناسبة لاستذكار مسار طلاب الثورة وما قاموا به من أجل تحقيق الاستقلال، وبالمقابل على طلاب اليوم السير على هذا النحو، والمشاركة في خدمة بلادهم والبناء، وأن تكون الجامعة القاطرة لتحقيق هذا المسعى، وهذا ما ظهر واقعيا مؤخرا، من خلال عدد المشاريع المنجزة، خاصة في مجال الرقمنة.
أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعبد الله غلام الله في تدخله، أن المجتمع الجزائري بدأ حاليا يأخذ بالعلم، فمنذ أن تولى حقيبة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، كان يقول بأن المجتمع تقوده الجامعة وليس وزارة الشؤون الدينية، وحاليا أصبحت هذه المؤسسة تخرج لنا أصحاب مشاريع وليس الشهادات، الذين كانوا لا يجدون مكانا لممارسة نشاطاتهم، وحاليا بدأنا السير في الطريق الصحيح. وأضاف غلام الله، أن الطلاب خلال الثورة كانوا يرون أنفسهم على أنهم قلة قليلة، وتكوينهم لا يؤهلهم للعمل للبلاد وإنما للمستعمر، فتوجهوا للجبال لحمل السلاح ولمساعدة المجاهدين في التمريض، ما شكل تنظيما طلابيا قويا حينها، متمثل في الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، ليترعرع في حضن جبهة التحرير الوطني، بعد أن تخلوا عن تنظيمهم الأصلي، فكانوا يشكلون قوة داخل الثورة. وأضاف بوعبد الله غلام الله، أن الشهيد عميروش لم يكن يريد للطلبة حمل السلاح، بل التركيز على التكوين فقط، للمساهمة في بناء الجزائر بعد الاستقلال، فتكونوا في مصر والعراق ويوغسلافيا، حيث ساهموا في تشكيل الجيش الوطني الشعبي بعد الاستقلال. مشيرا في ذات الصدد، أن الكل شارك بصفة فاعلة في الجهاد وفي بناء الدولة، وحاليا ننتظر من طلابنا، أن يهب كل واحد نفسه للدولة، لتبقى البلاد دائما على خط الثورة، داعيا إياهم لمناصرة القضية الفلسطينية، وأن يساعدوا طلابها، كما ساعدنا غيرنا في الثورة التحريرة، لكون بلادنا حاليا تعد من بين الدول القلائل التي تنصر القضية الفلسطينية بشكل قوي. وبدوره، أوضح صالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، في كلمته، أن ذكرى عيد الطالب، تعد مناسبة عظيمة، التي رفع فيها الطلاب التحدي، وقالوا لا للتعسف الذي يقوم به الاستعمار، والتحقوا بالجبال، من أجل تحرير الوطن، وسنرافق ما يقوم به التضامن الطلابي الوطني، لكوننا في تحدٍ جديد. لتأسيس تلك الدعوة، لحركة طلاب المسلمين، وسيكونون من المسيريين والنخبة الذين ينتجون الأفكار، في تأسيس حاضنات، مع مواصلة درب الشهداء الذين سيعودون ذات يوم، ويسألوننا هل واصلنا المسيرة. وذكر بلعيد، بضرورة التسلح بالإرادة، ورفع التحدي في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وسنحقق أشياء جديدة في مجال الرقمنة في غضون هذا العام الجديد، قائلا: “الرئيس قال علينا أن نواصل الدرب، وستكون سنة 2025 للخروج من الأزمات”. أما رئيس منظمة التضامن الطلابي، محمد نبهي ، فأشار بأن ذكرى عيد الطالب تعد حدثا كبيرا، لكونه شكل مسارا مهم في الثورة، وقلب موازين الكفاح لصالحها. ليتم في الأخير، تكريم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوسام الإستحقاق، من طرف منظمة التضامن الوطني الطلابي.
نادية حدار










