أكد المحلل السياسي، عبد الرحمان بن شريط، أن محاولة مصر الصلح بين الجزائر والمغرب، من خلال قيامها بالاتصال بوزير الخارجية والجالية بالخارج، رمطان لعمامرة، وكذا وزير خارجية المغرب، تبقى محاولة مهمة، لكن بالمقابل المشكلة بين البلدين أعمق من أن تحل بطريقة ديبلوماسية، نظرا لوجود العديد من القضايا الثقيلة، سواء القديمة منها أو الجديدة، آخرها تدعيم حركة “الماك” الانفصالية، مشيرا إلى أن الجزائر لا تريد مهدئات بل حلولا نهائية في القضية، التي لها امتدادات.
أوضح المحلل السياسي في تصريح لـ”الموعد اليومي”، ، أن موقف دولة مصر الشقيقة بمحاولتها الصلح بين الجزائر ونظام المخزن، حيث اتصلت بوزيري خارجيتي البلدين، يعد أخويا وبروتوكوليا، كون الأزمة أعقد من أن تحل بهذه الطريقة، لأن المشكلة ليست ديبلوماسية، فهي ثقيلة حيث لها جذور وامتدادات تاريخية. ويبدو أن الطرف المصري غير ملم بحيثيات المشكلة، التي على أساسها اتخذت الجزائر هذا الموقف، بقطعها نهائيا لعلاقاتها الديبلوماسية مع هذا البلد الذي يتمادى في كل مرة بالإساءة للجزائر ومحاولة زرع البلبلة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد.
وأضاف عبد الرحمان شريط أن الجزائر ستتعامل بإيجابية مع موقف مصر لكونها تريد أن تقوم بدور مهم وإيجابي بين البلدين الجارين، لكن القضية حسبه لا يمكن أن تحل بهذه الطريقة البسيطة، نظرا لوجود الكثير من القضايا سواء بالنسبة للقديمة التي أثرت سلبا على الجزائر، لكونها كانت في مرحلة استعمار، ورغم ذلك لم تفلح في تلقي عدة مكائد ودسائس التي تجاوزتها بكل حنكة نظرا لخبرة رجالها، وضمدت جراحها، أضف إليها الجديدة التي اتخذت على أساسها الجزائر هذا الموقف، فهناك ملف الصحراء الغربية الذي يعد ثقيلا، حيث لا يوجد أي دخل للجزائر فيه، ويعد قضية تصفية استعمار متواجد في هيئة الأمم المتحدة. وبالمقابل يحاول المخزن في كل مرة المناورة، وخلق أعذار لعدم إيجاد تسوية له، رغم مطالبة الشعب الصحراوي بتقرير مصيره، أضف إليه تدعيمه حركة “الماك” الإنفصالية، التي تحاول بث الشقاق وخلق البلبلة بين أبناء الوطن الواحد، آخرها ما حدث بولاية تيزي وزو من مجازر بحرق الغابات والضحايا التي خلفتها، إضافة إلى الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها جمال بن إسماعيل من ولاية عين الدفلى.
وأشار المتحدث ذاته إلى أنه أمام كل ما يحدث من خروقات وتجاوزات، فالجزائر لا تريد مهدئات بل حلول نهائية مع البلد الجار الذي تمادى في خروقاته، التي يحاول في كل مرة التملص منها، والاستقواء علينا، ورغم ذلك تبقى محاولة مصر مهمة في ضم الطرفين وإيجاد حلول للمشكلة، لكن ما هي الضمانات التي ستعيد ربط العلاقات من جديد وإرجاعها إلى وضعيتها الطبيعية.
نادية حدار










