تعقدت مشكلة حي 500 مسكن بالرويبة أكثر في الأيام القليلة الأخيرة بعدما أضحت النفايات المتراكمة في كل ركن وزاوية كابوسا حقيقيا حرمهم من الراحة والاستمتاع بحياة عادية، فلا المنظر يسر ولا الروائح قابلة للاحتمال رغم حداثة الحي الذي انتقلوا إليه، ضف إليها استقطاب كل أنواع الحشرات والقوارض وحتى الكلاب الضالة مع وجود هاجس البعوض سيما منه ما يعرف ببعوضة النمر التي نالت الجهة الشرقية للعاصمة نصيبها من لسعاتها الخطيرة خلال الفترات الماضية، الأمر الذي جعل السكان ينبهون السلطات إلى جدية مطلبهم الذي نادوا به قبل أشهر بعدما تعرض حيهم لسرقة الحاويات وتجاهل عدد من قاطنيه ضرورة الاحتفاظ بالمحيط البيئي نظيفا فأخذوا يلقون نفاياتهم في كل مكان، ومع مرور الوقت وبروز أزمة المياه، أضحى الحي أشبه بمفرغة عمومية تستدعي تدخل السلطات فورا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
عادت لجنة حي 500 مسكن بالرويبة للحديث عن معاناة السكان مع التدهور البيئي في منطقتهم بعد تدخل عوامل بشرية في تحويل الحي إلى أشبه بمفرغة عمومية، في وقت لم تضرب فيه السلطات بيد من حديد المتورطين في سرقة حاويات القمامة بحجة أن مكانها غير لائق لإلقاء القاذورات في محاولة لإجبار القائمين على الحي بتغيير مكانها وهو ما لم يحدث في مقابل إلقاء الكثيرين لنفاياتهم في كل مكان واكتفاء قلة قليلة بنقلها إلى الأحياء المجاورة لإلقائها في أماكنها المخصصة، وبعد مضي أشهر على ذلك وعدم قدرة عمال النظافة على السيطرة على العشوائية في التخلص من مخلفات المنازل، أضحى المكان غير قابل للعيش سيما مع تبعات الاقتصاد في الماء بسبب تراجع منسوب مياه السدود وشح الأمطار، لتترك الأمور على حالها تزداد تدهورا يوما بعد آخر خاصة وأننا في فصل الصيف وتعرف درجات الحرارة هذه الأيام ارتفاعا نسبيا جعل السكان يعيشون جحيما حقيقيا مع صور القاذورات الملقاة في كل مكان وتكفل القوارض و الحيوانات الضالة بتوزيعها في كل مكان، دون الحديث عن أسراب البعوض الذي أقبل على المنطقة ومنه حتى بعوض النمر وتهديده لحياة السكان، أما الروائح فحدث ولا حرج، فقد تكفلت الحرارة الشديدة بتعفن مخلفاته، الأمر الذي جعل الكثيرين يدقون ناقوس الخطر خاصة وأن الحي ما يزال حديث النشأة.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة الحي كانت قد ناشدت الوالي المنتدب التدخل لإنقاذ محيطهم البيئي الذي بلغ حالة متقدمة من التدهور، مقترحين حاويات جديدة مع فرض عقوبات على من يتورط في الاستيلاء عليها مهما كان السبب كونهم يضرون السكان قبل كل شيء، مع فرض النظام على السكان من خلال إقرار مواعيد محددة لإلقاء القاذورات المنزلية.
إسراء. أ