أنهت المقاطعة الإدارية للدار البيضاء جل العمليات التي بادرت إليها لجعل الشواطئ ترتقي إلى مستوى تطلعات المصطافين الذين لا يزالون يعانون كثيرا من المشاكل والمعوقات عند تنقلهم إلى شواطئ المنطقة التي يقبلون عليها في كل مرة، في محاولة لتجاهل تلك النقائص نظرا لجماليتها وتوفرها على إمكانيات جذب كبيرة. حيث حرصت السلطات هذه المرة على الاستجابة لمختلف انشغالات المعنيين وتعويضهم عن قرار الغلق الذي حرمهم من الاستمتاع بالبحر والرمال حماية لهم ولصحتهم من عدوى كورونا، وهذا بالتركيز على التحضير الجيد لمختلف المستلزمات والعمل على فتح المسالك المؤدية للشواطئ وتهيئتها، والسعي إلى القضاء على النقاط السوداء التي أضحى القاصي والداني يعرف حقيقتها ويعاني منها على رأسها استيلاء عصابات السواحل على الشواطئ وإجبار مرتاديها على دفع مقابل استغلال الشمسيات أو دفع مقابل توقيف سياراتهم فيما يعرف بظاهرة “الباركينغ” غير الشرعي والعمل الجدي لتوفير حظائر السيارات التي تحفظ للمصطافين سلامتهم وكرامتهم.
فصلت المقاطعة الإدارية في قضية فتح مجالات الاستجمام على مصراعيها بعدما بذلت جهودا كبيرة لبعث الحياة في الشواطئ مجددا، مستعينة بعدة فعاليات أغلبها تعنى بالبيئة لوضع الأمور في نصابها، إذ دعا الوالي المنتدب رؤساء المجالس البلدية الى استغلال الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها مسطحاتهم المائية في مقدمتها الشواطئ وجعلها ملاذا للمصطافين الذين يبحثون عن فضاءات نظيفة وخلابة وكذا محترمة تعوضهم عن فترة الغلق أولا وكذا تشديد قرارات الرحلات الخارجية، الأمر الذي جعل الأميار يسابقون الزمن لتوفير بيئة نظيفة وصحية لزوار سواحلهم التي ظلت مغلقة طيلة الموسم الماضي بسبب وباء كورونا بعدما عمد الوالي إلى المتابعة الشخصية لسير أشغال التنظيف الدورية بالتنسيق مع تنسيقية المجتمع المدني ومتطوعي بلديات برج البحري والمرسى وعين طاية وباب الزوار، حيث نظمت بلدية برج الكيفان سابقا وفي إطار الاستعدادات اللازمة للتحضير لموسم الاصطياف، حملة تنظيف واسعة على مستوى شاطئ عروس البحر، وأنظارها مصوبة على تنقية جل شواطئ البلدية المسموحة للسباحة بمشاركة جمعية مهنيي وهواة الصيد البحري لولاية الجزائر، وفرع الدراجات النارية (فايزي) لنادي رواد شمال الجزائر، والأمن الحضري الثالث لبرج الكيفان، وتنسيقية المجتمع المدني ولجان الأحياء لبرج الكيفان، وجمعية أمل قايدي محمد 3، وفوج مالك بن نبي لقدماء الكشافة الإسلامية، وجمعية الوفاق (حوش سيدي عيسى) وفوج السديم للكشافة الإسلامية (نساء) لبرج الكيفان، أما بلدية برج البحري، فقد نظمت حملة توعية وتحسيس لنظافة الشواطئ، سيما على مستوى شاطئ اللقلق بمشاركة المؤسسات الولائية، أسروت، إكسترانت وأوديفال. وينتظر حسب مصالح مقاطعة الدار البيضاء، أن تستمر العملية لتشمل كل شواطئ المقاطعة، وذلك بالإضافة إلى العمليات التطوّعية التي تقوم بها تنسيقية المجتمع المدني، منها عملية رفع كل النفايات داخل البحر بمشاركة غواصين، وتوعية وتحسيس شريحة واسعة منهم أطفال المدارس بأهمية الحفاظ على نظافة الشواطئ.
إسراء. أ
