الجزائر -دعت المفتشة التربوية، زهرة فاسي، بإبعاد الأساتذة المصابين بإختلالات عقلية ونفسية عن التدريس، وتعيينهم في مناصب مكيفة داخل المؤسسة، بعد التماثل للشفاء النسبي حتى لا ينقطع رزقهم، مشيرة أنه آن الأوان للغربال العملاق أن يتحرك، وأن نتجاوز نمطية إصلاحات ترقيع النتائج في قضية العنف، وإهمال الأسباب الحقيقة تجاهلا وجهلا للحلول، الذي يعتبر داء سرطان حقيقي ينخر الميدان التربوي.
وأوضحت المفتشة التربوية، في منشور لها، أن التلاميذ يعذبون بين جدران صماء، بسبب العنف العمدي الممارس من طرف بعض الأساتذة الأصحاء، لكن لا أحد يعلم أن الأساتذة المصابون بأمراض عقلية يشكلون خطرا كبيرا على التلاميذ في الأقسام، أين تابعت في حيرة تامة، قضية وقعت خلال الموسم الدراسي الفارط وتعود اليوم بمتوسطة “محمد البركاني”، بالعاصمة من أستاذة مريضة عقليا، أذاقت التلاميذ كل أنواع التعذيب النفسي والمعنوي والجسدي، مصابة بإختلالات عقلية، وبدورها أصابت التلاميذ بعد اختلالات سلوكية وتربوية ونفسية وجسدية، مضيفة أن الغريب أنها دخلت مستشفى الأمراض العقلية لمدة أربعة أشهر، ثم عادت واستأنفت العمل بعد خروجها من المصحة، بكل بساطة رغم صراخ التلاميذ ومديرة المتوسطة التي بلغت كل الجهات المعنية، ولم تتأخر ولو ثانية عن حماية التلاميذ. ودعت فاسي، للإهتمام بالحالة والصحة النفسية والعقلية للأساتذة من طرف أخصائيين، في دورات فحص شهرية تابعة للوحدات الصحية، المتواجدة بكل المقاطعات باعتبار الانهيارات العصبية الباطنية، والظاهرة سجلت بالآلاف في المستشفيات، وكذا الفصل الفوري لكل أستاذ صدرت منه تصرفات عنيفة بالضرب والسب والشتم، لأن القانون التوجيهي للتربية فصل في هذا الباب بالطرد من المؤسسات التربوية، مؤكدة أن العنف في الوسط المدرسي مغلاق للتربية، وآلة هدم للتعليم، لكون للمتعلم خصائص نفسية مميزة، إما أن يؤخذ للقمة، أو يدحرج إلى القاعدة وأسفل السافلين جهلا وضعفا وتهميشا وتسريبا في نهاية السنة.
نادية حدار










