تفرض الفوضى التي تطبع النمط البنياني بالعاصمة العمل بالنظام السابق للتسيير العقاري يضع في قلب مخططاته الملكية المشتركة القائمة على تكفل المواطنين بمسألة احترام مظاهر التمدن وهذا بالنظر إلى التسيير
العشوائي الذي استغرق عقودا من الزمن حوّل العاصمة إلى نموذج حقيقي للفوضي خاصة مع اختلاط كل أنواع الأنماط البنيانية بين العثمانية والاستعمارية الفرنسية الاندلسية وحتى التقليدية.
أضحت العاصمة بحاجة إلى تغيير عمراني يتماشى ومساعي مصالح ولاية العاصمة للرقي بها إلى مصف العواصم العالمية بالنظر إلى الترتيب الذي لا تجد المنظمات العالمية أي فرصة لجعلها تتقهقر إلى المراتب الأخيرة وهو ما ينال من السياحة التي أجبرت الجزائر بعد تهاوي أسعار البترول على المراهنة عليها للنهوض بالاقتصاد الوطني، وأضحت أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى هذا النظام المنصوص في القانون الجزائري دون أن يكلف المرقون العقاريون والمواطنون أنفسهم عناء تطبيقه خاصة أن عمره يتجاوز الـ53 سنة.
وتحرص مصالح ولاية العاصمة على تبني هذا النظام مع تحسيس السكان بضرورة تنفيذه في مشاريعهم السكنية، مبسطة العملية بعقلية الملكية المشتركة، في وقت تعمل المنظمة الوطنية للمرقين العقاريين على تسيير عقاري لتنظيم التجمعات السكانية والمحافظة على الممتلكات التي تشهد تدهورا بما فيها المشيدة حديثا، مشددين على ضرورة مراقبة العمارات التي شيدت في إطار برامج السكن بالولاية خاصة وأن العملية ستحد من ظاهرة اللاتمدن والسلوكيات الاجتماعية السلبية، إضافة إلى الالتزام بقوانين التسيير العقاري، خاصة وأن السلوكيات المرافقة لخطة الإسكان يجب اتباعها بتحسيس السكان وإخضاعهم لنظام الملكية المشتركة بالتوقيع الإجباري عليه وهو الذي ينص على ضرورة احترام نظافة السكن والجيران وعدم وضع الهوائيات المقعرة وغيرها من الالتزامات التي تفرعت من جملة من التعليمات المحورية التي تنادي بها الولاية منذ مدة في إطار إعادة الوجه الجمالي للعاصمة التي كانت فيما مضى قبلة السياح لما تتوفر عليه هذه الولاية القديمة من إمكانات جذب هائلة.
ودعا المرقون العقاريون إلى ضرورة تجنيد الشباب في كل منطقة سكنية للتكوين الميداني والعملي في تخصّصات مثل السباكة وصيانة الأسقف والدهن والسقي ورعاية المساحات الخضراء والأعمال اليدوية وكذا الحرفية والفنية للمشاركة في تنظيف العمارات والبنايات السكنية وكذا إعطائها وجها جماليا وإعادة الجمال العمراني القديم الذي كان يسر الناظرين.











