من صفحات الثورة المجيدة

معركة الرفراف.. درس في الشجاعة والاستماتة في سبيل الوطن

معركة الرفراف.. درس في الشجاعة والاستماتة في سبيل الوطن

وقعت معركة الرفراف في جبال الرفراف الواقعة بين قرية أولاد عباس والحمرة التابعة إداريا لبلدية المنصورة ولاية برج بوعريريج ومن الجهة الأخرى قرية أولاد سيدي عمر والدريعات، وكانت معركة غير متكافئة لا في العدد ولا في العتاد، ولكن كعادة الأبطال، فقد قدم المجاهدون درسا في الشجاعة والصبر لقوات العدو التي كانت مدججة بأنواع الأسلحة منها المحرمة دوليا كقنابل النابالم والغازات السامة.

وحسب المؤرخين، فإنه قبل المعركة بيومين قامت الكتيبة المتواجدة بها بالتنقل إلى منطقة القلالة بدوار الدريعات منتصف الليل وتمشيطها وتأمينها وذلك لمرور العقيد عميروش متوجها إلى تونس رفقة الفوج المرافق له المكون من 15 جنديا وتم استقباله عصر اليوم الموالي وقدموا له التحية ثم واصلوا المسير باتجاه حمام الضلعة ثم بعد ثمانية أيام من المشي التقى بالعقيد سي الحواس قادما من الولاية السادسة في جنوب بوسعادة، أين تم نصب كمين لهم من طرف العدو وحدثت معركة استشهدا فيها رفقة زملائهم يوم 29 مارس 1959.

ثم بعد ذهاب العقيد عميروش في اليوم الموالي تم تأمين الطريق كذلك للقائد عبد الرحمان ميرة الذي كان قادما من تونس مع فرقة مسلحة تسليحا عصريا، حيث مكث بمركز الرفراف وقضى ليلته والتحقت بهم كتيبة ثانية بقيادة سي بوبكر مسعودي.

وعندما كان المجاهدون متحصنين بجبل الرفراف وصلت معلومات من الحركى التابعين للعقيد الفرنسي بويس قائد قطاع الحضنة-بجاية الذي استعان بقوات عسكرية من البرج ومسيلة وكذلك النقيب كلافي بفرقته المدرعة من حمام الضلعة وقوات من الحركى، فحاصروا المجاهدين من كل الجهات ونشبت معركة حامية الوطيس بين المجاهدين المتسلحين بالإيمان رغم قلة أسلحتهم، فألحقوا هزائم نكراء بالعدو الذي فشل في الانتصار، فاستنجد بفرقة المظليين واستخدم الدبابات والمدافع والطائرات والغازات السامة وفي آخر اليوم عملت قوات العدو على إبادة الثوار فأمطرتهم بالقنابل الحارقة التي أحرقت كل شيء.

وبعدما استمرت المعركة ليوم كامل حافل بتضحيات المجاهدين واستخدمت فيها مختلف الأسلحة حتى المحرمة دوليا، أسفرت نتائجها عن استشهاد 75 جنديا منهم مجاهدون ومسبلون ومدنيين وتكبد العدو خسائر كبيرة من بينها اسقاط طائرة .