تعد معركة “الشوابير” من أبرز معارك منطقة الغيشة الواقعة غرب ولاية البيض، حيث اشتبكت مجموعة من المجاهدين مع قوة للجيش الفرنسي كانت تمشط منطقة الخطيفة، وتم القضاء على جميع من كان فيها من القوة العسكرية، مما استنفر الفرنسيين وهبوا صبيحة اليوم الموالي للقضاء على مجموعة المجاهدين مما أدى إلى نشوب المعركة.
وقائع المعركة
في 03 أكتوبر 1956 وبعد توجه الكتائب الأربعة من منطقة البيض في الغرب الجزائري إلى مدينة أفلو بولاية الأغواط، تنفصل كتيبة لعماري عن بقية الكتائب الأخرى لتقع في اشتباك مع العدو الذي كان في عملية تمشيط للمنطقة في المكان المسمى الخطيفة بالغيشة شمال شرق قرية ترقلل (الغيشة) قرب تاويالة في حدود الساعة الرابعة مساء حتى حلول الظلام، خسر العدو خلاله عددا كبيرا من جيشه وحرق 03 شاحنات وأسر03 عساكر، أما من جانب الكتيبة فقد استشهد واحد وجرح آخر.
وتعتبر معركة الخطيفة أول معركة جرت بتراب الغيشة، وصل خبر الكمين إلى بقية الكتائب التي رأت بأن أمرها قد كشف للعدو وبالفعل ومع حلول الليل، خرجت قافلة مكونة من 16 شاحنة مرت بقرية سيدي إبراهيم. تجمعت الكتائب الثلاث مع قائد الجيش “مولاي عبد الله” لاتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة بعدها بدأت القافلة بالمرور وأمامها أربع (04) طائرات من نوع (ت 6) تمشط الطريق وعلى ارتفاع قريب من الأرض، وبعد لحظات حتى بدأ المجاهدون يسمعون دوي الآليات العسكرية تخرج من أفلو متجهة نحو الطريق المؤدي إلى الغيشة، فأعطيت الأوامر للمجاهدين بأخذ مواقعهم على حافة الطريق، فتم حفر خنادق صغيرة مقدار كل جندي ليكمن فيها المجاهدون في الجهة الجنوبية للطريق، وعدم اطلاق النار على العدو إلا بعد وصول أول شاحنة لآخر فيلق عسكري فرنسي حتى تحدث عملية التفاف على القافلة، ويذكر أن هذه المسافة كانت عبارة عن غابة أحرقت من طرف العدو بعد المعركة، لكن هذه الخطة لم تكتمل، فقد توقف جزء من القافلة عند الكتيبة التي كان يقودها “مولاي إبراهيم” التي باشرت في إطلاق النار، ومن هنا دخلت كل الكتائب في القتال، حيث دب الرعب والهلع في صفوف العدو. وحسب شهود عيان من مدينة الغيشة وأفلو، فإن القافلة بعد خروجها إلى منطقة الشوابير كانت لا تزال الشاحنات المحملة بالعساكر تخرج من القاعدة وعلى مسافة حوالي 30 كلم إلى مكان المعركة دلالة على قوة الحشود العسكرية التي كانت فرنسا تعدها لإقحامها في مواجهة الثورة وكان من بين الجنود الفرنسيين أفارقة ومغاربة.
وكانت حصيلة هذه المعركة كبيرة، حيث بلغت أزيد من 1375 قتيلا في صفوف العدو وأزيد من 500 جريح وتدمير أكثر من 90 شاحنة، أما خسائر جيش التحرير فقد بلغت 25 شهيدا، 14 شهيدا من المجاهدين و11 شهيدا من الشعب الأعزل.. ومن نتائجها تدمير قرية أنفوس تدميرا كاملا وتهجير سكان مدينة الغيشة تهجيرا كاملا، فلم يبق إلا الدجاج والقطط في المدينة.