أحداث دامية واستماتة في سبيل الوطن

معركة قلتة الرمال.. مواجهة التحدي وتأكيد الصمود

معركة قلتة الرمال.. مواجهة التحدي وتأكيد الصمود

كان مجاهدو جيش التحرير تحت قيادة عمر إدريس متمركزين في جبال مناعة وقعيقع، في انتظار قدوم قوات العدو التي شاهدها فوج الحراسة المكلف بالمراقبة، وهي تتقدم إلى قمة قلتة الرمال، وأضواء الشاحنات والعربات والناقلات، تنبئ بحضور القوات الفرنسية.

بعد وصول طائرات الاستكشاف، بدأت تحلق فوق المنطقة لعدة ساعات، وقبل طلوع النهار أخذ الجنود مواقعهم، وشرع الطيران على اختلاف أنواعه بقنبلة المواقع، بأطنان من القاذفات والقنابل الفتاكة، ورغم ذلك لم يثنِ من عزيمة الجنود الذين صمدوا في أماكنهم.

وبعد ساعات من تداول أسراب الطائرات على قنبلة المكان، فسح المجال للمشاة من عساكر العدو وبدأ الهجوم بدخول الفوج الأول من الجنود الفرنسيين، وأعطيت الإشارة، بكلمة الحق الله أكبر فحصدت رشاشات المجاهدين العديد من جنود العدو، مما جعلهم يتقهقرون إلى الوراء، ومرة أخرى فسح المجال للطيران لإعادة الكرّة مرة أخرى ملقيا القنابل وأطنانا من المتفجرات، وركزت الطائرات قصفها على قمة قلتة الرمال وكان صمود جنود جيش التحرير البواسل كالصخور العاتيات، التي تحطمت عليها هجمات العدو، وأحبطت محاولاته الفاشلة، واستمر القتال ساعة، كل ساعة كأنها الدهر لهول المعركة، وما سقط فيها من ضحايا ومعطوبين، خاصة ما تعرضت له الفرقة التي كان يقودها “بوجمعة الطاهر” والمتمركزة بأعلى قمة في الجبل، وكان دورها توفير الحماية لرفقائهم من أفراد الفصائل الأخرى، المنتشرين في ساحة المعركة، وبأسفل سفوح الجبل، الأمر الذي شجع الطيران على تكثيف هجماته على هذه الفرقة الصامدة، وعند تعرضهم لهذه الغازات وقنابل النبالم المحرمة دوليا وأطنان من المتفجرات، انسحبت الفرقة تاركة وراءها محرقة التهمت الصخور والأشجار وكل كائن حي، فتفحمت جثث الشهداء، وبعد إخلاء المكان، نزل به المظليون الذين نصبوا قطعة سلاح جماعية حصدت العديد من الشهداء من بينهم قائد فرقة وهو الشهيد بوجمعة الطاهر، ورغم اشتداد الضربات استطاع أحد القناصة من جيش التحرير القضاء على صاحب قطعة السلاح… وأثناء سير المعركة تفطنت القيادة إلى الخطر الذي تسببت فيه طائرة استكشاف، كانت تحلق فوق مجال المعركة فترصدها أحد القناصة وأمطرها بوابل من رشاشه فأسقطها، وحينها ضيع العدو فرصة الاتصال والمعلومات التي كانت تمدها له طائرة الاستكشاف، ودامت المعركة طوال النهار حتى أسدل الليل ظلامه، انسحبت على إثره قوات العدو، ما مكن جيش التحرير من أن يلملم جراح جنوده، ويحمل ما يمكن حمله من سلاح، وكذا إخراج الجرحى والمعطوبين، والابتعاد بهم إلى مراكز قصد مداواتهم.

نتائج المعركة

القضاء على عدد معتبر من قوات العدو الفرنسي بين قتيل وجريح.

اسقاط طائرتين، إحداهما طائرة استكشاف.

الحصول على كمية معتبرة من الأسلحة والذخيرة.

من جانب جيش التحرير الوطني سقوط العديد من الشهداء على غرار الشهيدين بن شهرة كروش وبوجمعة الطاهر، وهو قائد فرقة صمدت طيلة المعركة، كما أنه سقط العديد من الجرحى.