وقعت معركة “مركالة” في شهر سبتمبر من سنة 1956، وهي المعركة التي خاضها سكان تندوف أثناء ثورة التحرير الوطني، كغيرهم من أبناء الجزائر البررة، حيث لم تغرهم وعود فرنسا ولم يخوفهم تهديد جيش الاستعمار، بل قدموا أنفسهم في سبيل وحدة التراب الوطني.
ونظـرا لما بلغته الثورة من شمول لكل القطر الجزائري، قامت مجموعة من الشبان المناضلين في شهر سبتمبر 1956، بتنفيذ ملحمة بطولية بنواحي منطقة “مركـالة”، التي تقع شمال غــرب مدينة تندوف، والتي تبعد عليها بحوالي 90 كلم، شارك فيها عدة مناضلين، على غرار البهجة محمد سـالم، عنفاري سيديا، ابيـري عبدي، شعبان الربان، حميداوي محمــد، ليلة محمد، ابريكة سـلامة، عمـاري سعيـد، عمـاري مـحمـد، صلحاوي لحبيب، بن طالب عبد الله.
قام هؤلاء الشبان المناضلـون بتلك المعركة الساخنة، التي كبـدوا فيهـا العدو خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات، إذ اضطر إلى طلب نجدة من الطيران، قصد القضاء على هذه المجموعة من الثوار الأبطال، الذين زرعوا الرعب في أوساط الجيش الفرنسي، ورغـم النيران التي ألهبتهـم من كل صوب، إلا أنهم لم يستسلموا، بل بقوا صـامدين إلى أن لفضوا آخر أنفاسهم، شهادة في سبيل الله والوطن.
وقد حملهم العدو، إلى ساحة سوق تندوف، فنكل بجثثهم الطاهرة أشد التنكيل، قصد إرهاب المواطنين، ثم دفنوهم في خندق واحد.
