مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله البصير

مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله البصير

قال الله تعالى: ” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” الشورى: ١١. وقال تعالى: ” وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ” الحديد: ٤. البصير صيغة مبالغة على وزن فعيل من البصر، والبصر هو العين، فالبصير بمعنى المبصِر. قال السعدي: “البَصِيرُ: الذي يبصر كل شيء وإن رقَّ وصَغُر، فيبصر دبيب النملة السوداء، في الليلة الظلماء، على الصخرة الصمّاء، ويبصر ما تحت الأرضين السبع، كما يبصر ما فوق السماوات السبع”. فهذا الاسم فيه إثبات صفة البصر لله جلَّ شأنه، لأنه وصف نفسه بذلك، وهو أعلم بنفسه، ولكنْ بَصَره ليس كبصر المخلوق، ” لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” الشورى: ١١.

ومن معاني البصير:  ذو البصيرة بالأشياء، أي: الخبير بها، قال الألوسي: ” وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد ” آل عمران، أَيْ: خَبِيرٌ بهم وبِأَحْوَالِهم وأفعالهم”.  وقال ابن كثير: ” وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ” أي: هو عَلِيمٌ بِمَنْ يستحِقُّ الهدايةَ ممن يستحقُّ الضَّلالةَ”. ويقتضي اسم الله البصير أن يراقب العبد ربه في تصرفاته وأعماله، وفي سره وعلانيته، وألَّا يكون حيث ما نهى الله عنه، فإن الله تعالى يبصره حيثما كان، لا تخفى عليه خافية، فأينما كان العبد فهو تحت بصر الله تعالى وعلمه، فمتى ما عَلِمَ العبدُ أن الله يراه عمل بمقتضاه، فأحسن العمل، وأخلص العبادة، واجتنب المعاصي، وبذلك يصل إلى مرتبة الإحسان التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: ” الإحْسَانُ أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ “؛ متفق عليه.