مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الشهيدُ

مع أسماء الله الحسنى.. اسم الله الشهيدُ

 

ومِن أسماء الله الحُسنى التي وردتْ في الكتاب والسُّنة، الشهيدُ، قال تعالى: ” قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ” الأنعام: 19، وقال سبحانه: ” قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ” الإسراء: 96. ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم:

أولاً: أنَّ الله عزَّ وجلَّ هو عالِم الغيب والشهادة، لا يَخفى عليه شيءٌ، وإن دقَّ وصغر، فهو سبحانه شهيدٌ على العباد وأفعالهم ليس بغائبٍ عنهم، كما قال سبحانه: ” فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ” الأعراف: 6، 7. فيَنبغي لكلِّ عامل أراد عملاً، صغُر العمل أو كبُر، أن يقف وقفةً عند دخوله فيه، فيعلم أنَّ الله شهيدٌ عليه، فيحاسب نفسه، فإنْ كان دخولُه فيه لله، مضَى فيه، وإلا ردَّ نفسَه عن الدخول فيه وتركه. وقال تعالى: ” وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ” يونس: 61.

ثانيًا: أنَّ من أعظمِ ثمراتِ الإيمان بهذا الاسم: أن يَستحضرَ العبدُ شهودَ الله له عندَ كل عمل يعمله، أو كلام يقوله، أو نيِّة يعقدها، قال تعالى: ” أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” المجادلة: 7″

ثالثًا: شَهِد الله عزَّ وجلَّ لنفسه بأنَّه واحد أحد، فرْد صمد، لا شريكَ له ولا وزير، ولا نِدَّ ولا نظير، وشهدتْ ملائكته وأولو العلم بذلك، كما في قوله جلَّ شأنه: ” شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ” آل عمران: 18، فتضمَّنتِ الآية أعظمَ شهادة من أعظم شهيد.