حذرت الأستاذة المساعدة بالمؤسسة الاستشفائية العمومية، حسان بادي بالحراش، الدكتورة إيمان لويزة جدة، من تنظيم عملية ختان جماعية في ليلة الـ27 من شهر رمضان الكريم تفاديا لتعقيدات قد تحدث نتيجة “الضغط” على الأطقم الطبية نظرا للعدد الهائل للأطفال.
وأكدت ذات الأخصائية في تصريح صحفي، أن المجتمع الجزائري اعتاد على إجراء عملية ختان الأطفال ليلة الـ27 من شهر رمضان الكريم والقيام بها جماعيا من طرف الجمعيات خلال نفس اليوم مما ينجر عنها في العديد من الأحيان تعقيدات ومخاطر نتيجة العدد الكبير للأطفال من جهة، وعدم تمكن الفريق الطبي من الاستجابة والقيام بهذه العملية على أحسن ما يرام من جهة أخرى. وأكدت بدورها رئيسة الجمعية الوطنية للمصابين بالهيموفيليا، السيدة لطيفة لمهن، أنه “بالرغم من تحسين عملية تنظيم ختان الأطفال مقارنة بالسنوات الفارطة إلا أنه لازالت بعض العائلات تغامر في ختان أبنائها بالمنزل من طرف عون شبه طبي أو طبيب عام ولا تحترم توجيهات الوزارة، مشيرة إلى تعرض صبي عمره ثلاث أشهر إلى نزيف وتم إنقاذه من الموت بالمؤسسة الاستشفائية لبني مسوس بالعاصمة بعد خضوعه إلى عملية ختان بولاية الأغواط دون استشارة طبية مسبقة وذلك لجهل العائلة بأنه حامل لمرض الهيموفيليا. وذكرت بالمناسبة، برفض العديد من الأطباء ختان المصابين بالهيموفيليا التابعين للجمعية خلال السنوات الفارط تخوفا من حدوث نزيف مما جعل بعضهم يتنقل خارج الوطن لإجراء هذه العملية والقليل جدا منهم تجاوز سن الثلاثين دون الاستفادة منها مشيدة بالدور الذي لعبته وزارة الصحة في تنظيم وتحسين وتأمين هذه العملية التي يعتبرها المجتمع بـ”السهلة” في الوقت الذي قد تتسبب في تعقيدات في ظل غياب الظروف الملائمة لها.
مراسلات للبلديات لتوضيح كيفية عملية الختان لسنة 2022
راسلت مختلف المصالح الاستفشائية، مختلف البلديات، لتوضيح كيفية عملية الختان هذه السنة، كما تضمن الإرسال كل متطلبات الطواقم الطبية من جراحين، خاصة إجراء التحاليل الطبية للأطفال المراد ختانهم.
وجاء هذا على لسان، الدكتورة سارة نابتي، مختصة في جراحة الأطفال التي تحدثت عن حملة الختان وعن التشوهات الخلقية والعمليات الجراحية التصحيحية، أين أوضحت أن طبعة رمضان 2022 ستكون مختلفة بعد عامين من الانقطاع بسبب جائحة كورونا، قائلا تحتم علينا نحن كطاقم طبي وإداري تشكيل لجنة طبية وتقنية لتحضير عملية الختان في ظروف ملائمة ومناسبة من أجل أن تتوافق مع متطلبات الشعب، حيث أن ختان أطفالهم يكون بطريقة منظمة ومنصقة وأن تتلاءم مع جائحة كورونا، خاصة في ظل اختفائها. وشددت الدكتورة على أهمية التركيز على التحاليل الطبية الهدف منها هو محاولة الكشف عن بعض الأمراض التي قد يكون الأولياء في غفلة منها، موضحة أنه بإمكان التحاليل كشف أمور خطيرة قبل عملية الختان مثل الأنيميا والهيموفيليا وعند إجراء عملية ختان جراحية ولا يتوقف الدم هنا قد يصبح الأمر خطيرا. كما أشارت أن هناك تشوهات خلقية عند الطفل في جهازه التناسلي مثلا أن يظهر للأولياء بأن إبنهم مختون منذ ولادته أي بمعنى آخر (أنه ختن من قبل الملائكة) لكن هذا ليس صحيحا ويستوجب إجراء عملية جراحية تصحيحية دقيقة. هذا وأكدت المتحدثة، أن القوائم التي تضم الأطفال المبرمجين للختان عبر البلديات تم ضبطها من قبل هاته الأخيرة وليس الأطباء من يضبطها، حيث أن هؤلاء يتم برمجتهم والتكفل بهم من قبل الطواقم الطبية المسخرة للعملية. أما عن الأطفال المسموح لهم بعملية الختان، فأشارت أنهم هم من حديثي الولادة أي بداية من 7 أيام إلى ما فوق والأحسن ثلاثين يوما، قائلة أنه لا بد من إجراء الفحص الكامل للأطفال قبل برمجة العملية للتأكد من عدم وجود أمراض أو تشوهات خلقية حتى لا نقع في ورطة. وأضافت المختصة، أن المشاكل التي عادة التي يتم مواجهتها هي مع الأطفال الذين يتميزون بالسمنة، إضافة أن هناك من الأولياء من يتركون أبناءهم دون ختان إلى ما فوق العشر سنوات وهذا خطأ، مشيرة “نحن كمؤسسة استشفائية اتخذنا كل الإجراءات من ناحية جائحة كورونا في هذه الحملة لتفادي وتجنب أي طارئ، وحملة الختان هذه تجعلنا نقف على اكتشاف حالات للتشوهات الخلقية مثل “الإحليل السفلي أو عقوف العضو الذكري وهناك مشاكل في الإعوجاجات أو الخصية المعلقة أو وجود الماء في أكياس الخصيتين وغيره”. واعتبرت في الأخير، أن “الحملات الطبية الجراحية الخاصة بختان الأطفال تعد بالهامة وأنها تساعدنا على حماية الأطفال وتجنيبهم بعض الأمراض التي قد تؤثر عليهم مستقبلا أو عند كبرهم”.
سامي سعد










