شهدت مغارات جبل “فلتان” بولاية ميلة على فظاعة جرائم الاستعمار الفرنسي التي اقترفها في حق الجزائريين.
وقال المجاهد عمار بوضرسة، بأن هذه المغارات التابعة لمنجم الحديد القديم بجبل “فلتان” الذي كان مستغلا من طرف المستعمر الفرنسي قد تحولت إلى مقابر جماعية احتوت المئات من جثث الجزائريين (مدنيين عزل وثوار) وهي مكبلة بحبال وأسلاك معدنية. وأضاف هذا المجاهد الذي التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1955 بأن فرنسا الاستعمارية بعدما توقفت عن استغلال هذا المنجم حولت مغاراته إلى قبور تستقبل في كل مرة العديد من جثث الجزائريين بعد أن قتلتهم، حيث يتم استقدامهم من مختلف المناطق المجاورة لمنطقة وادي سقان. وبما أن المتحدث كان شاهدا عليه رفقة مجموعة من الثوار بالقسم الثالث الناحية الثانية التابعة للمنطقة الثانية الولاية الثانية التاريخية لما كانوا معسكرين بجبل فلتان فقد شاهدوا آنذاك قدوم 4 مركبات “جيب” للجيش الفرنسي كانت محملة بأشخاص “لم يحصر عددهم” تم إنزالهم بمنجم الحديد ثم قتلوا رميا بالرصاص ليتم بعد ذلك إلقاء جثثهم في مغارات المنجم. وذكر بأن هذا المشهد كان يتكرر بشكل يكاد يكون يوميا وهو ما دفعه ورفاقه إلى التوعد بالانتقام والثأر لإخوانهم الجزائريين، مضيفا أنه تم الاتفاق على نصب كمين لدورية تابعة للقوات الخاصة الفرنسية بالتلاغمة في ربيع 1959 ما مكن من التخلص من جميع أفرادها الذين كان عددهم 18 عسكريا فرنسيا. وبعد أيام, يضيف شاهد العيان، انكشف أمر الثوار ومكان معسكرهم بجبل فلتان ليتم مداهمتهم من قبل قوة فرنسية كبيرة طوقت الجبل ما أسفر عن اشتباك بين الطرفين دام يوما وسقط فيه 3 شهداء من بينهم مسؤول القسم، كما تم بالمقابل إسقاط عناصر عديدة من الجانب الفرنسي قبل التملص من القوة الفرنسية والتوجه إلى غابة شطابة بعين السمارة بولاية قسنطينة للتمركز فيها. وبعد إجراء استفتاء تقرير المصير سنة 1962 واسترجاع الجزائريين لسيادتهم الوطنية، قال المجاهد بوضرسة: “كان من أولوياتي أنا ومجموعة من مجاهدي جيش التحرير الوطني وجزائريين آخرين تفقد مغارات منجم جبل فلتان بوادي سقان، حيث وجدنا أعدادا كبيرة من الجثث لتستغرق عملية استخراجها قرابة شهر ما كشف عن فظاعة الأعمال الوحشية التي كانت تقترفها قوات الاحتلال الفرنسي ضد الجزائريين”. وأضاف في شهادته، بأن عدد الجثث المستخرجة من مغارات جبل فلتان قد وصل إلى 664 جثة أغلبها لرجال قبل أن يشير إلى أنه قد استحال عليهم التعرف على العديد من الجثث إلا تلك التي كانت عليها علامات خاصة ومميزة.