الجزائر -أكد خبراء سياسيون ليبيون أن المقاربة الجزائرية تعد المرجع الأساسي لتسوية الأزمة الليبية، خاصة فيما يتعلق بحوار سياسي ليبي-ليبي تحت رعاية الأمم المتحدة ويفضي إلى بناء مؤسسات شرعية وموحدة عبر انتخابات نزيهة وشفافة تقود ليبيا إلى بر الأمان.
وأشاد مدير مركز “اسطرلاب” للدراسات في ليبيا، عبد السلام الراجحي، بدور الجزائر المميز والحكيم في حلحلة الأزمة الليبية، وبتدخلها الإيجابي لصالح الشعب الليبي، مؤكدا أن المقاربة الجزائرية، التي ترافع من أجل إجراء انتخابات وبناء مؤسسات شرعية في الجارة ليبيا، هي أساس حل الأزمة الليبية. وذكر الراجحي، بهذا الخصوص، أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كان قد أكد على ضرورة الذهاب إلى انتخابات في ليبيا، وهذا هو المطلب الحقيقي للشعب الليبي وثمن الخبير الليبي موقف الجزائر الايجابي في التعاطي مع الأزمة الليبية، مؤكدا أن الجزائر لم تتدخل بشكل سلبي يضر بمصالح الشعب الليبي وسيادته، ووحدة بلاده عكس بعض الدول التي كانت ترسل السلاح والمرتزقة لتأجيج الصراع بين طرفي النزاع. وأضاف الراجحي، في سياق متصل أن، الجزائر مدت يدها لليبيين، وقدمت المساعدة قدر الإمكان، وعملت ما بوسعها لاستبعاد التدخلات العسكرية الأجنبية، وإقرار حل سياسي يجمع الفرقاء الليبيين لوقف الاقتتال، مشيرا إلى أن الشعب الليبي لن ينس للجزائر وقوفها بجانبه في محنته.
من جهته، يؤكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية الليبي، محمود إسماعيل الرملي، أن المقاربة الجزائرية هي المرجع لتسوية الأزمة الليبية وأن انتخاب مؤسسات شرعية والاستفتاء على دستور جديد هو الحل الذي يضمن سيادة ليبيا ووحدتها الترابية، موضحا أن الجزائر المرتبطة بليبيا جغرافيا وسياسيا وثقافيا، تحمل في رؤياها الكثير من جوانب حل الأزمة الليبية، وسيكون من المهم إدراك أن الحل الحقيقي القابل للتطبيق يجب أن يبنى على ثوابت الشعب الليبي، مضيفا أن المخرج الوحيد في ميلاد مؤسسات تتمتع بالشرعية لدى الليبيين هو من خلال الانتخاب والاستفتاء على دستور بمساعدة المجتمع الدولي، خاصة دول الجوار وعلى رأسها الجزائر. وذكر ذات المتحدث بالجهود العملية للجزائر في التعجيل بحل الأزمة الليبية التي باتت – كما قال – تهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها، مبرزا أن الكثير من مشكلات ليبيا هي خارجية، وأن كثيرا من الدول تقوم بتصفية حساباتها الشخصية على الأراضي الليبية وعلى حساب الشعب الليبي. وفي حديثه عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، المقرر يوم 9 نوفمبر الجاري ، أكد مركز “اسطرلاب” أن “مطلب غالبية الشعب الليبي، وفق ما تؤكده استطلاعات الرأي العام، هو تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة لإنهاء المراحل الانتقالية، وهو ما يجب على الجميع العمل على تنفيذه. وأوضح أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستضطر بعد فترة لتنفيذ رؤية مطلب الشعب الليبي في إجراء انتخابات، وهو ما تنادي به الجزائر، المعروفة بدعمها لرؤية الشعب الليبي. واستند في رأيه إلى أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كانت في البداية تتحدث عن إعادة هيكلة الجسم التنفيذي وتقسيم السلطة في مسار الحوار السياسي.
محمد د.










