“مكاش كورونا”.. اعتقادات وهمية تسير بالجزائريين نحو الكارثة

“مكاش كورونا”.. اعتقادات وهمية تسير بالجزائريين نحو الكارثة

رغم حالة الفزع التي أصابت المجتمع الجزائري، عقب الارتفاع  الكبير في عدد الإصابات، إلا أن البعض ما زال يشكك في وجود المرض، ويتعمّد ممارسة حياته بشكل طبيعي دون الأخذ بتدابير الوقاية، وهو ما ينذر بكارثة يصعب على المنظومة الطبية تحملها.

“مكاش كورونا”، هي الجملة التي تداولها الكثيرون، بعدما طالت فترة الحجر الصحي، لمنع انتشار الفيروس، خصوصا وأنه بعد فترة من بقاء الفيروس التي استمرت شهورا، يبدو أن فئة كبيرة من المجتمع “غير المصاب”، لم تقتنع بعد بوجود شيء اسمه “كورونا”.

 

تصرفات لا توحي بوجود الخطر

وتظهر هذه الأيام تصرفات غريبة من بعض المواطنين لا سيما الشباب منهم، كأنه تم القضاء تماما على الفيروس ولم يعد هناك أي تهديد على الصحة العمومية، مما جعلهم يتصرفون بكل أريحية، ولا يتخذون أي احتياط أو وقاية، وعادوا إلى حياتهم الطبيعية وكأن لا شيء يهدد صحتهم.

كما زادت الأخبار المغلوطة سواء التي تضخم الأمر أو المقللة من أهميته بتعريض الصحة إلى الخطر، خاصة الإعتقاد بأن “كورونا “ليست خطيرة، لاسيما بعد تداول أحاديث تفيد بأن الفيروس لم يبق منتشرا، وأن الأرقام المصرح بها غير حقيقية، الأمر الذي جعل الكثيرين لا يأخذون بأساليب الحيطة والوقاية لحماية أنفسهم.

اعتياد الشيء يبدد المخاوف

في هذا الصدد، قال مراد باديس المختص النفسي، إن الإنسان بطبيعته، لا يصدق بسهولة الأشياء غير المرئية، وفيما يخص الفيروس، لم يكن من السهل إقناع الكثيرين بوجود شيء مجهري يمكنه القضاء على حياة الشخص، خصوصا إذا لم يتأثر أحد من محيطه بالمرض.

وأضاف المختص قائلا؛ إن الإنسان بطبعه، عندما يعتاد على الشيء بعد فترة قصيرة من تعرضه له، يتغير تجاهه، و”كل علامات الخوف والقلق التي تظهر في المرحلة الأولى عند تعرضه لشيء جديد، تضمحل تدريجيا مع الزمن”، وهذا ما حذر منه قائلا “لا تعتادوا الشيء حتى يصبح منبع المشكل عند تفادي الحماية”، في حين يقول المختص “لقد عادت أكثر التصرفات التي تعرّض المجتمع للعدوى، منها المصافحة، العناق والتجمعات، بعدما تم تخفيف إجراءات الوقاية، كرفع الحجر جزئيا وتضييق ساعات حظر التجوال، مما حرر المجتمع أكثر”.

فيما شدد المتحدث على ضرورة احترام الإجراءات الآنية، وعدم التهاون مع المرض، وإدراك أنه لا يزال موجودا ولا يجدر التعود عليه، مما سيعرض حياة الفرد والمجتمع عامة، إلى عواقب كارثية.

لمياء. ب