الجزائر- لم يكتف الشعب الجزائري بالإنجازات التي حققها منذ الـ 22 فيفري الماضي والتي كان آخرها استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وراح يزيد من سقف مطالبه في الجمعة السابعة على التوالي لتشمل إسقاط الباءات الثلاثة (بدوي – بن صالح – بلعيز)، محاسبة جميع أفراد العصابة مع تأكيده أن الشعب والجيش “خاوة خاوة” مهما “مكر الماكرون”.
ارتفع سقف مطالب المتظاهرين، الجمعة، في سابع مسيرة سلمية للحراك الشعبي الذي انطلقت شرارته يوم 22 فيفري الماضي، حيث سجلت رقما قياسيا جديدا في عدد المشاركين فيها وتسابقت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتغطيتها بما في ذلك التلفزيون العمومي الذي تابع كسر حاجز الخوف الذي كسره الجمعة الفارطة عندما بث صورا على المباشر للمسيرات عبر مختلف ولايات الوطن.
“الشعب مع الجيش والجيش مع الشعب”، “الحراك وسيلتنا السلمية لانتزاع حريتنا الكاملة”، “نحُّو العصابة نولُّو لاباس”، “بدوي بن صالح بلعيز..ديڤاج”، هي شعارات تضاف إلى أخرى كثيرة اختار “فخامة الشعب” رفعها في الجمعة السابعة التي أطلق عليها “جمعة النصر ورفض الباءات الثلاثة”.
إشادة كبيرة من الشعب لموقف المؤسسة العسكرية
وعرفت المسيرة السابعة إشادة كبيرة بالمؤسسة العسكرية، حيث رفع متظاهرون لافتات كتب عليها “الشعب والجيش خاوة خاوة” في إشارة إلى التصريحات الأخيرة لنائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح الذي أكد على موقف المؤسسة العسكرية الثابث مع الشعب وتشديده على ضرورة تطبيق المادة 6 و7 و 102 من الدستور، والتعجيل بإنهاء الأزمة.
الشعب يرفض “الباءات الثلاثة”
كما أكد المتظاهرون رفضهم الكامل لإشراف رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح،ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز على المرحلة القادمة، إضافة إلى عدم اعترافهم بشرعية الوزير الأول نور الدين بدوي وحكومته الجديدة، مرديدين شعارات تدعو إلى ذلك على غرار “لا بدوي لا بن صالح لا بلعيز” “ترحلو ڤاع” “من أنتم”.
نريد من الجيش والقضاة اعتقال العصابة
وطالب المتظاهرون من خلال لافتات رفعوها وشعارات رددوها بضرورة محاسبة جميع الفاسدين الذين قاموا بتبديد ونهب أموال الشعب، ودعوا أعضاء سلك العدالة بمن فيهم القضاة إلى العمل على تحقيق ذلك كل في اختصاصهم، كما دعوا الجيش إلى ذلك من خلال لافتة رفعوها “فخامة الشعب يأمر قيادة الأركان بتوقيف جميع أفراد العصابة”.
شعب يستحق جائزة نوبل للسلام
وإضافة إلى سلميتها التي حافظت عليها منذ جمعتها الأولى 22 فيفري، طبع المسيرة تضامن لا مثيل له بين أبناء الشعب الواحد من أجل جزائر الغد، حيث تم توزيع المأكولات بالمجان على غرار الزلابية، والحلويات والمياه المعدنية والقهوة على المتظاهرين قبيل انطلاق المسيرة المليونية بعد صلاة الجمعة، كما تم توفير الغذاء للمواطنين القادمين من بعيد، فيما قام مواطنون بتنظيم حركة السير والمرور.
كما صنعت الأزهار واللباس التقليدي للنساء الحدث، حيث ارتدت الشابات وكذا النساء اللباس التقليدي كل حسب تقاليده، واجتمعت مختلف الثقافات من لباس “الحايك” إلى الفساتين الأمازيغية وحتى “الكاراكو” كان حاضرا في المسيرات تعبيرا عن مدى اعتزاز المرأة الجزائرية بثقافتها.
الراية الوطنية فوق الجميع
وكانت الراية الوطنية السيدة الحاضرة في كل مكان وعلت مسيرة مئات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة، وباقي الولايات الأخرى من الوطن، فوحدت الجزائريين وأزالت كل الاختلافات العرقية والأيديولوجية وردت على دعوات التفرقة التي أراد بعض أشباه المعارضين من الخارج الترويج لها، وسقطت بذلك كل أبعاد الجهوية التي حاول “الذباب الإلكتروني” العمل على تغذيتها.
م/ع











