أثار تعيين محمد أوجاوت، الذي كان يشغل منصب أستاذ في الرياضيات، وزيرا جديدا لوزارة التربية الوطنية خلفا لعبد الحكيم بلعابد “صدمة بقطاع التربية الوطنية، وهذا على خلفية استقدام رجل آخر من خارج القطاع وهو ما يثير المخاوف والتساؤولات حول قدرة الوافد الجديد على وضع حد لمشاكل القطاع، وما عزز المخاوف أيضا هو إجماع كل الأسرة التربوية والمتتبعين لقطاع التربية أن هذا الوافد لا يوجد أثر له “على موقع البحث ڤوڤل”.
ويرى النقابي السابق بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين وعضو المجلس الشعبي الوطني عمرواي مسعود أنه غير مقتنع بهذا التنصيب الجديد على اعتبار أنه من الضروري إسناد الوزارة لكفاءة من قطاع التربية.
وتسائل في هذا الصدد ياسين بونونة عن هيئة التدريس بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “على أي أساس تم اختيار وزير التربية الحالي؟ قائلا: حسب المعلومات أنه أستاذ الجبر بمعهد تابع لوزارة التعليم العالي وهل له بحوث ودراسات في مجال التربية والتعليم؟ مشاكل القطاع لا تحصى ولاتعد، هل يملك الكفاءة الكافية لمواجهتها وفك هذه الألغام التي طال أمدها ودفع أبنائنا ثمنها الغالي؟ وهل يملك تصورا أو برنامجا للنهوض بقطاع استراتيجي هام بحجم قطاع التربية.
وأمام هذه التساؤلات يرى النقابي “أنه ليس بوزير المرحلة لعدة اعتبارات بغض النظر عن الشهادة العلمية المتحصل عليها، مشددا أن قطاع التربية بحاجة إلى مختص في التربية والتعليم ومواصفات معينة لكثرة مشاكل القطاع وتراكمها وكذلك استراتجية القطاع باعتباره مستقبل البلاد، وهذا قبل أن يثير مخاوفه من أنه يبقى هذا القطاع حقل تجارب وللغرباء..؟
ويعتقد نقابيي نقابة “السنابست” أن قطاع التربية في الجزائر لا تنجح بوزير تربية يملك شهادة عليا في أرقى الجامعات فقط بل في رجل يحمل مشروع مدرسة متكامل يسند إلى مجلس متكون من خبراء يكون بمثابة مستشاري الوزير بالإضافة إلى جهاز تنفيذي في الوزارة يشمل كفاءات بعيدا عن الولاءات المبنية على المصالح الشخصية الضيقة فمشاكل التعليم تفاقمت بشكل يصعب على من هو بعيد عن القطاع إيجاد مخارج له في المدى القريب.
وأجمع غالبية أساتذة قطاع التربية في القطاع عبر تدخلاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن قطاع التربية في غرفة الإنعاش يعاني من عدة أمراض فهو يحتاج لبروفيسور جراح له الخبرة والكفاءة يؤهلانه لإنقاذه من الموت، طارحين استفهامات حول مدى كفاءته من وضع حد لمشاكل القطاع الشائكة وأهم نقاط الظل التي تشكل رهانات كبيرة وجب التعامل معها بالجدية اللازمة للنهوض بالقطاع.
* تطهير الوزارة من بقايا بن غبريط من أبرز التحديات
فيما يؤكد العابد عقباوي، المهتم بالقطاع أن خمسة ملفات عاجلة تنتظر وزير التربية الجديد الأستاذ محمد أوجاوت، بداية بتطهير الوزارة من بقايا بن غبريط وإجراء حركة واسعة وشاملة وجذرية في مدراء التربية، إضافة للفصل في ملف الخدمات الاجتماعية مع فتح حوار جدي مع ممثلي الحركات الاحتجاجية لعمال القطاع وكذا النقابات مع إعادة النظر كليا في إصلاحات بن غبريط.
وهذا ومن أبرز النقاط التي تحتاج حلولا مستعجلة وبعضها تحتاج وقتا هو اختلالات القانون الأساسي لمستخدمي قطاع التربية الوطنية مما نتج عنه الكثير من الاضطرابات، إضافة إلى وضعية التعليم الابتدائي سواء ما تعلق بالأساتذة والتلاميذ ووضعيات المدارس الابتدائية، المناهج الدراسية وإصلاحاتها التي لم ترق إلى المستوى الذي يخرج القطاع من وضعيته الكارثية، شهادة جميع منتسبي القطاع إضافة إلى ملفات التقاعد وطب العمل والخدمات الاجتماعات والنقابات.
ومحمد أوجاوت هو رئيس قسم وأستاذ الرياضيات التحليلية بالمدرسة المتعددة التقنيات بالحراش ورئيس قسم يشهد له بعض طلبته السابقين بالصرامة في العمل والتشديد في التنقيط وهو من شمال ولاية سطيف (من إحدى قرى بني ورثيلان المرادية لبلدية حمّام قرقُور) مُهندس دولة، ماجيستار، أستاذ مقياس الجبر – مادة الرياضيات – بالمدرسة الوطنية المُتعدّدة التقنيات بالحراش – الجزائر العاصمة، ورئيس قسم العلوم الأساسية بالمدرسة، أكمل دراسته في جامعة أوروبية.
واستقال منذ أيام من منصبه الإداري بالمدرسة، معروفٌ عليه أنه أستاذٌ صارمٌ جدّاً، متديِّنٌ جدّاً ومنظّم في وقته وحياته، كفاءة في مجاله، لا يحبُّ الفوضى في العمل، لا يُصاحب أبداً طلبته، ومن شدّة صرامته وحرصه وصعوبة امتحاناته، يشتكِي كثيراً منه الطلبة ولا يحضرون له غالباً دروسه، وفِي مقياسه يدخل جلُّ الطلبة للامتحان الإستدراكي.
سامي سعد










