الخبير الدولي في أسعار النفط.. ممدوح سلامة: “نحو إنشاء منظمة الدول المصدرة للغاز لضبط الأسعار”

الخبير الدولي في أسعار النفط.. ممدوح سلامة: “نحو إنشاء منظمة الدول المصدرة للغاز لضبط الأسعار”

كشف الخبير الدولي في أسعار النفط والسياسات الدولية ومستشار البنك الدولي لشؤون الطاقة، ممدوح سلامة، عن قرب موعد إنشاء منظمة تضم كبار الدول المصدرة للغاز توازي مؤسسة النفط “أوبك”، مبرزا أن الطاقة الأحفورية ستبقى معنا خلال القرن 21 وربما أبعد من ذلك.

وأوضح ممدوح سلامة، في تصريح للموعد، أن منتدى الجزائر للغاز سيعمل على ضمان استقرار سوق الغاز والأسعار بدون ذبذبة ترتفع مع ارتفاع الطلب العالمي بشكل لا يؤذي الاقتصاد العالمي ولا يؤذي المستهلكين ويفيد المنتجين والمصدّرين، مشيرا إلى أن قرار إنشاء منظمة الدول المصدرة للغاز لن يتخذ خلال قمة الجزائر، بسبب المعارضة الشرسة من الولايات المتحدة والدول الغربية. وواصل  الخبير قائلا: “هذا هو المبدأ الحقيقي وراء فكرة إنشاء المنتدى، وهي نفس الفكرة التي طرحت في عام 1960 في بغداد، عندما أنشئت منظمة “أوبك” وقد واجهت منظمة أوبك معارضة شرسة، وما زالت تواجه هذه المعارضة من الولايات المتحدة والدول الغربية”. وذكّر الخبير، بالاتهام الذي وجهته الولايات المتحدة الأمريكية لـ”أوبك” بأنها هي محتكر في حين أنها جاءت للوقوف في وجه المحتكرين وهي الشركات الأمريكية والأوروبية التي كانت تملك كل مصادر الطاقة في العالم، وهذا المنطق ينطبق الآن في الوضع الحالي على سوق الغاز. وتوقع الخبير، أن الضغط الغربي لن يمنع الدول المنتجة والمصدرة للغاز من الإقرار بإنشاء منظمة الغاز رسميا، والعمل بالتنسيق فيما بين الدول الكبرى المصدرة للغاز، والتنافس العادل حتى تضمن استقرار أسعار السوق وهم سينجحون في ذلك.

وقال الخبيرالدولي، أن الدول الغازية من ضمنهم الجزائر، يجلسون على أكبر احتياطي للغاز في العالم مع توفر القوة والتكنولوجيا والقدرة على توسيع الطاقة.

 

تحولات من البترودولار الأمريكي إلى البيترويوان

وتطرق الخبير، إلى حدوث تحولات في السوق العالمية، من البترودولار الأمريكي إلى البيترويوان، ليصبح اليووان خلال سنة 2030 في محل الدولار.

وأبرز الخبير، أن منتدى الغاز بالجزائر سيخلق تحول في سوق الغاز في العالم، وسيضفى نوع من الاستقرار العالمي بعد التحول من الطاقة الأحفورية إلى الطاقات المتجددة، معتبرا أن الغاز عنصر هام وحيوي.

 

منذ مطلع 2022 وأسعار النفط منخفضة

وأوضح سلامة، أنه ومنذ مطلع عام 2022، فإن أسعار الغاز منخفضة عن طبيعتها، ويتساءل الجميع إذا كانت أساسيات سوق النقص قوي جدا، كما أن الطلب العالمي على النفط قوي جدا، مشيرا إلى أن النقطة الأساسية التي يجب أن نركز عليها هناك تلاعب في سوق النفط العالمي والتلاعب تقوده الولايات المتحدة وتجار وفي العالم والمضاربون.

وأشار الخبير، أن هدف الولايات المتحدة من تخفيض أسعار الغاز هو تأمين أسعار للنفط لنفسها بحيث يستفيد اقتصادها، مبرزا أن دور منظمة “أوبك” بلس هو زيادة إنتاجها وتأمين استقرار سوق النفط في العالم وتأمين أسعار تكون مقبولة للاقتصاد العالمي وللمنتجين والمصدرين للنفط الذين ينفقون المليارات على توسيع طاقتهم لتلبية الطلب العالمي. وأشار الخبير الطاقوي، بأن لعبة الولايات المتحدة الأمريكية بسحب كميات كبيرة من الغاز الآن هو شبه مستحيل، مبرزا أن سحب الكمية الباقية هي سحب تقريبا ما يوازي 40 إلى 50 من احتياطيها الاستراتيجي وهي مغامره تلعبها مرة واحدة. وتابع قائلا: “خصوصا في وقت يرتفع مستوى التوتر بينها وبين الصين بسبب تايوان وبينها وبين روسيا بسبب أوكرانيا بشكل كبير إذا فإن التلاعب بأسعار النفط لن يدوم طويلا وأنا واثق أن هذا العام سنجد أن الأسعار سترتفع من الـ80 إلى 83 دولار وسترتفع إلى 90 و100 دولار هذا أمر هام لأن منظمة أوبك بلس غالبية أعضائها يحتاجون إلى سعر ما بين 90 إلى 100 دولار لسد ميزانيتهم الآن، والطاقة الأحفوريه لا يوجد ما يعوضها في الوقت الحالي لكن في ضوء التحول الذي يجري في العالم هذا التحول يقوده اللوبي الخاص بالبيئة ووكالة الطاقة الدولية التي تتبع تعليمات الولايات المتحدة”. وأضاف الخبير، أن وكالة الطاقة الدولية تقول أنه قبل عام 2030، سيكون الطلب العالمي على الكهرباء، قد وصل إلى ذروته هم يكذبون وهم خاطئون والسبب أنهم بنو أرائهم على ارتفاع عدد السيارات الكهربائية إلى ملايين مئات الملايين لتحل محل السيارات التي تعمل على تعويض السيارات التقليدية. وأكد الخبير، أن الاحصائيات تشير إلى أن “أوبك+” سترفع قدرات إنتاجها خلال عام 2028 إلى 106 مليون وفي 2045 إلى 116 مليون برميل، كون أن التكنولوجيا ليست مقصورة على السيارت الكهربائية، كونهم بنوا أراهم على فرضيات غير صحيحة، كون أن فرضياتهم تقول أن الطاقة التي يتم استخراجها من الرياح تكفي العالم وهذا ليس صحيح كون هذه الطاقة متقطعة لذا يجب أن نعتمد على الغاز وفحم. وأفاد ممدوح سلامة، أن النفط والغاز سيبقيان العمود الفقري للعالم إلى غاية نهاية القرن الحالي، مضيفا أن مؤتمر الغاز في الجزائر يأتي ليلعب دور كبير من خلال جعل سوق الغاز مترابط وقوي ستؤكد على استقرار أسعار الغاز في السوق الخاسرون هم من سيعارضون أمريكا.

 

الدول المصدرة للغاز بإمكانها تنظيم السوق العالمية

بدوره، كشف الخبير الجزائري في الشؤون الجيوستراتيجية، لاغا شقروش، أن الدول المصدرة للغاز بإمكانها تنظيم أسعار الغاز، كونها تستحوذ على 63 بالمائة من احتياطي الغاز في العالم، مشيرا إلى أن الجزائر وروسيا وإيران تستطيعان الرفع في إنتاج الغاز.

وذكر الخبير، بأن الجزائر أول من فكرت في تصدير الغاز من وهران، وأول دولة فكرت في إنجاز أنبوب للغاز تحت الأرض. وأشار الخبير الطاقوي، للموعد، أن النسخة السابعة لهذا المنتدى، تؤكد بأن الجزائر بلغت رشدها، وأن كبار الغاز مجبرين على التحاور مع الجزائر حول ملف الغاز، مشيرا إلى أن طريقة عقود تصدير الغاز بنيت في الجزائر ولا يوجد سوق للغاز هناك عقود للغاز. وكشف شقروش، أن المنتدى السابع للدول المصدرة والمنتجة للغاز يطرح أمور جوهرية، مبرزا أن هذا المنتدى سيأخذ قرارات مهمة ويتم وضع أرضية تفاهم استراتيجي حول قضية السيادة. وأضاف الخبير؛ أن مطلب فك الرباط بين الغاز والبترول ضرورة حتمية، متمنيا أن لا يؤخد هذا القرار في الجزائر كون أن هناك بعض الدول الغازية والتي لا تمتلك البترول.

عبدالله بن مهل