تعبيرا منها عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة مع الكيان الصهيوني، أنجزت الفرقة الفنية “الأقصى” مؤخرا ثلاث أغاني تدور حول الواقع المر الذي تمر به فلسطين.
وعن هذه الأعمال الفنية الجديدة عن فلسطين والتعدي بوحشية على الإنسانية من طرف الصهاينة وأمور ذات صلة، تحدث المنشد وعضو فرقة الأقصى فاروق تايري لـ “الموعد اليومي” في هذا الحوار…
أنجزتم خلال هذه الفترة مع تطور الأحداث ضد الشعب الفلسطيني عدة أناشيد، كلمنا عنها؟

إيمانا منا بعدالة القضية الفلسطينية المركزية واحتراما لمسؤوليتنا تجاه القضايا العادلة والأيام الصعبة جدا لسكان غزة المحاصرين والإبادة الجماعية من طرف المحتل الصهيوني الغاشم وأحداث طوفان الأقصى وصمود المقاومة الفلسطينية، شاركنا إخواننا بمقاومة من شكل آخر بما استطعنا وهو الفن المقاوم، بحيث قدمت فرقة الأقصى الفنية في الأيام الأخيرة وفي وقت قياسي ثلاثة أعمال فنية جديدة:
الأول: نشيد “قاوم” من كلمات الدكتور رائد ناجي والأستاذ سمير بن هلال والأستاذ محمد براح من أداء وألحان فرقة الأقصى.
الثاني: نشيد “الأقصى ديالنا” من كلمات سمير بن هلال وألحان رياض العمر، أما النشيد الثالث فيحمل عنوان “اسمع يا صهيوني” من كلمات قاسم النجار وألحان الفرقة، وقد تم توزيعها وبثها عبر مختلف القنوات التلفزيونية والإذاعية ووسائل التواصل الاجتماعي.
إن فلسطين دولة محتلة وقضية مقدسة لقدسية سورة الإسراء، فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم، ففلسطين هي ملهمتنا وبوصلتنا، فالمقاومة ضد المحتل الصهيوني لها أشكال متعددة عسكريا وسياسيا، مجتمعيا حتى ثقافيا وفنيا، مثلما كانت الثورة الجزائرية الملهمة للتحرر من الظلم والاستعمار.
فالفن المقاوم له دور مهم وكبير، فمن مبادئه الحق والعدالة والكرامة والدفاع عن الأرض بمختلف أنواع الفنون منها الشعر والمسرح والرواية والسينما والفن التشكيلي والغرافيتي والأدب الفلسطيني والغناء الوطني و…….
ما هو دور الفنان الجزائري في مثل هذه القضايا الإنسانية العادلة؟
الفن له دور في نشر الوعي وإظهار حقائق المغتصب الصهيوني وجرائمه وتصوير المأساة الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية، ولولا تأثير الفن لما كانت الآلة الصهيونية تغتال العديد من المثقفين والفنانين كالأديب الكنفاني في بيروت عام 1972 وناجي العلي صاحب كاريكاتور الحنظلة الذي أُغتيل بلندن عام 1987 …..
فالمنشد هو صاحب الغناء الملتزم، هو فنان رسالي، صاحب موقف، يعيش واقع الأمة، فموهبته ليست للتسلية بل هي فكرة
ورسالة، فأعماله الخاصة بفلسطين تكشف جرائم الاحتلال من تقتيل وإبادة واعتداء على المقدسات ونضال، يعمل على التمسك بالأرض وحق العودة والدفاع عن الأسرى والاعتزاز والافتخار بالمقاومة الفلسطينية ورجالها ورفع معنويات الشعب المظلوم المتعطش للحرية والاستقلال.
عبر العديد من الفنانين عن رغبتهم في مناصرة فلسطين في ميدان المعركة، تعبيرا منهم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وبأنهم ضد الحرب ضد الإنسانية، ما موقفك؟
إن القضية الفلسطينية هي من تزيد من علو شأننا، وربما هي بركتنا وربما سبب وجود فرقة الأقصى الفنية واستمرارها منذ تأسيسها سنة 1989، فتحية لكل من سبق وصدق ولحق وأخذنا عهدا، جميع أفرادها، من رئيسها الأستاذ سمير بن هلال والبقية أن تبقى فلسطين والجزائر مهمتنا وفننا، إضافة إلى أعمالنا الدينية والاجتماعية.
ولأننا فرقة الأقصى، فقد أبدعنا وغنينا لأكثر من ثلاثين سنة لغزة والأقصى والقدس وكل فلسطين، ومن أهم هذه الأعمال أذكر: منصورة يا غزة يا أرضنا، أين النخوة؟، يا شيخ تعاهدك حماس، صوب احجارك وشهيد الحق. وكان لنا الشرف أن ننجز النشيد العالمي الكشفي لنصرة القدس وفلسطين، وكان لي شرف تمثيل فرقتي في افتتاح المؤتمر العالمي الجامع للقضية الفلسطينية بأنقرة التركية وشرف مداخلة بعنوان “دور الفن المقاوم في خدمة القضية الفلسطينية بإسطمبول عام 2022. كما زادت مسؤوليتنا أكثر بعد زيارتنا لغزة بفلسطين عام 2011.
هل من حفلات فنية تضامنية مع الشعب الفلسطيني ستقدمونها خلال هذه الأيام ومداخيلها تقدم لإخواننا في غزة؟
لفرقة الأقصى العديد من الأنشطة والمهرجانات الفنية والثقافية في غالبية ولايات الوطن وخارجه مثل مصر، موريتانيا، إيران، إيطاليا، فرنسا وتركيا… لكن سفرية غزة بفلسطين لا يمكن نسيانها، وكيف لا وهي غزة التي لطالما أنشدنا لها وتمنينا زيارة ربوع فلسطين، إنه أمر لا يصدق، عشنا مع أهلها المرابطين الصابرين 13 يوما، شاركنا آلامهم وآمالهم وعرفنا قدر حبهم للجزائر ملهمة الأحرار والثوار.. قدمنا ثلاثة مهرجانات وعرسا لأحد الأحباب ونتمنى زيارتها قريبا بحول الله.
الحفلات الفنية حاليا هي قليلة وذلك بسبب إلغاء وزارة الثقافة والفنون الجزائرية كل الأنشطة الثقافية والفنية تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وتمنينا أن تكون هناك حفلات بحيث تعود مداخيلها لسكان غزة على شكل تليطون وهبة مجتمعية تضامنية لهم.
ماذا تقول في الختام؟

غزة وفلسطين تمر بأحلك أيامها من دمار وإبادة وتهجير، نسأل الله لهم النصر والثبات والصبر، ورحم الله شهداءهم وعافى جرحاهم ومصابهم، وفلسطين بها قوم صابرين محتسبين، فتحية إجلال وإكبار للمقاومة وصانعي طوفان الأقصى التي تعتبر انتكاسة عظمى للمحتل الصهيوني الذي يقتل الأطفال والنساء بلا رحمة بغطاء أمريكي وأوروبي، ضاربا القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية عرض الحائط ونتحسر على المواقف العربية والإسلامية الضعيفة والمترددة إلى جانب الخذلان والهوان.
أما وإن الجزائر بلد الثورة والثوار وأصحاب مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، فموقفنا مشرف حكومة وشعبا ويمكننا تقديم الكثير بمختلف أشكال الدعم والتضامن تجسيدا قولا وفعلا..
حاورته: حاء/ ع