من أعلام الأمة.. القاضي عياض

من أعلام الأمة.. القاضي عياض

كان القاضي عياض إمام وقته في الحديث وعلومه، عالماً بالتفسير وفنونه؛ فقيهاً بصيراً بالأحكام، حافظاً لمذهب مالك رحمه الله تعالى، عالماً بالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم، كما كان صبوراً حليماً، جميل العِشرة جواداً، سمحاً كثيرَ الصدقة، صلباً في الحق. رزقه الله عز وجل القبول عند الناس، فأنزلوه مكانه اللائق به في مصاف كبار علماء الأمة، ولقد كان إماماً بكل ما في الكلمة من معنى، كان عالماً موسوعياً ضرب في كل فن بسهم وافر، فهو الفقيه الراسخ، والمؤرخ المحقق، واللغوي النحرير، والقاضي البصير. قال صاحب الصلة عنه : هو من أهل العلم والتفنن والذكاء والفهم. وقد بهر الأندلسيين حين جاءهم من المغرب حتى قال عنه شيخه أبو محمد بن أبي جعفر: “ما وصل إلينا من المغرب أنبل من عياض خلقاً، وعلماً”. ولا غرو أن تجد كتباً خاصة ألفت في ترجمته وذِكْر أخباره، من ذلك:

– أزهار الرياض في أخبار عياض للتلمساني.

– تعطير أهل الصفا بترجمة الإمام القاضي عياض وكتابه الشفا، للمصطفى غانم الحسني.
– التعريف بالقاضي عياض، لأبي عبد الله محمد بن القاضي عياض ت 575 هـ.
– القاضي عياض الأديب، لعبد السلام شقور.

رحل القاضي عياض إلى الأندلس – سنة سبع وخمسمائة – طالباً للعلم فأخذ بقرطبة عن القاضي أبي عبد الله محمد بن علي بن حمدين، وأبي الحسين بن سراج وعن أبي محمد بن عتاب وغيرهم وأجاز له أبو علي الغساني وأخذ بالمشرق عن القاضي أبي علي حسين بن محمد الصدفي وغيره. إضافة لأنه كان موضوعا لأكثر من رسالة جامعية ومقالة علمية. ومات عفا الله عنه، ليلة الجمعة، نصف الليل، التاسعة من جمادى الآخرة من عام 544هـ.