أكدت رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة مريم شرفي على ضرورة تعزيز التكفل بالصحة العقلية للطفل والمراهق، من خلال تكثيف العمل التشاركي مع جميع الهيئات المعنية والمجتمع المدني.
وأوضحت السيدة شرفي على هامش يوم دراسي حول “الطفولة والمراهقة بالجزائر في فكر البروفيسور محفوظ بوسبسي” بأن هيئتها “تعمل جاهدة مع كل الشركاء لاسيما مع المجتمع المدني للتكفل الجيد بالصحة العقلية للطفولة”، مشيرة إلى أنه تم في 2019 تنصيب لجنة موضوعاتية تعنى بصحة الطفل تتشكل من أخصائيين وخبراء في مجال الطب والصحة النفسية وأساتذة جامعيين وإعلاميين للقيام بأعمال تجاه حماية حقوق الطفل وترقيتها.
وذكرت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة بأن هذه اللجنة قامت في بداية أعمالها بتنظيم خلال السنة الفارطة لقاءين تم التطرق خلالهما إلى موضوعي الطفولة المبكرة والتوحد لدى الطفل، مشيرة إلى أهمية التكفل بالطفولة المبكرة لأن هذه المرحلة -على حد تعبيرها- تعد مصيرية بالنسبة لتكوين شخصية الطفل وترسيخ الثقة لديه لبناء رجل غد متوازن ومستقيم.
وبخصوص الإخطارات التي سجلتها الهيئة لحد الآن عبر خطها الأخضر (11/11)، كشفت السيدة شرفي بأن هيئتها تلقت أزيد من 1732 إخطارا حول حالات المساس بحقوق الطفل، منذ بداية السنة الجارية إلى غاية هذا الشهر.
وأكدت ذات المتحدثة أن الهيئة “تلقت أيضا خلال نفس الفترة عبر رقمها الأخضر مجموع 704.125 مكالمة هاتفية بعضها تناول حالات المساس بحقوق الطفل وأخرى تمثلت في طلب توجيهات أو استفسارات أو تتعلق بانشغالات ترتبط بمسألة الطفولة أو مهام الهيئة.
دعوة لترسيخ ثقافة الإخطار
ودعت في هذا الصدد إلى ترسيخ ثقافة الاخطار من أجل حماية الطفولة من كل أشكال المخاطر التي قد يتعرض إليها في المجتمع، معتبرة حماية حقوق الطفل “مسؤولية الجميع”.
من جهة أخرى، ثمنت السيدة شرفي ما جاء به مشروع تعديل الدستور بخصوص حماية وترقية الطفولة والشباب، مشيرة إلى أن هذه الوثيقة الجديدة “تكرس في الكثير من موادها حقوق الطفل بدقة وذلك بدسترة المصلحة العليا للطفل”. كما اعتبرت ذلك خطوة كبيرة لفائدة الطفولة من خلال تكريس حق الطفل في التعليم بالمجان ومنع تشغيل الأطفال دون السن القانوني وحماية الأطفال من كل أشكال العنف.
بناء مواطن الغد يتحقق بالاهتمام بالطفل
من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي رضا تير أن بناء مواطن الغد وإطارات المستقبل يتحقق من خلال الاهتمام بالطفل والمراهق.
وأوضح رئيس المجلس في يوم دراسي حول “الطفولة والمراهق في فكر المرحوم البروفيسور محفوظ بوسبسي” بأن الاهتمام بشؤون الطفل خاصة ما تعلق بصحته وتعليمه وسلامته يعد “خير استثمار للمستقبل لتأهيل أجيال سليمة صحيا وعقليا”.
واعتبر هذا اليوم الدراسي الذي نظم بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة وبدعم من مكتب اليونيسيف بالجزائر وبمشاركة خبراء وباحثين “فرصة لمناقشة كل ما يرتبط بشؤون الطفولة والمراهقة في الجزائر مع تسليط الضوء على فكر الراحل بوسبسي وإسهاماته في هذا الإطار للخروج بأفكار وتوصيات تساهم في تعزيز حماية الطفولة والمراهقة وترقيتهما مستقبلا “.
وبالمناسبة ثمن السيد تير ما تضمنه مشروع تعديل الدستور المعروض للاستفتاء في الفاتح نوفمبر المقبل بخصوص حماية وترقية الطفولة.
وقال رئيس المجلس إن هذا المشروع يعد بمثابة “فرصة حقيقية لوضع اللبنة الرئيسية للتغيير المنشود ويؤكد مدى رغبة التغيير الذي شرع رئيس الجمهورية في تجسيده في إطار الجزائر الجديدة”.
وثمن ذات المسؤول تنظيم هذا اللقاء الذي خصص لمناقشة فكر البروفيسور بوسبسي لترقية التكفل بالصحة العقلية للطفل والمراهقين معتبرا إياه “مرجعا حقيقيا في كل ما يتعلق بموضوع الطفولة والمراهقة بفضل كل الاعمال والنضالات التي كرسها طيلة حياته في سبيل حماية وترقية الطفولة والمراهقين”.
وتم خلال هذا اللقاء تكريم البروفسيور بوسبسي – الذي اغتيل من قبل الارهاب في 15 جوان 1993 – عرفانا للجهود التي بذلها من أجل ترقية الصحة العقلية والنفسية في الجزائر.
ل. ب