الأمراء الثلاثة من بين الثمانية إرهابيين المقضى عليهم بشاشار “خنشلة “
الجزائر- كشفت مصادر أمنية أن العملية العسكرية الأخيرة التي شنها الجيش الوطني الشعبي شرق البلد، وأسفرت عن القضاء على 8 إرهابيين واسترجاع أسلحة وذخيرة بولاية خنشلة، كان هدفها إحباط اجتماع سري
لثلاثة أمراء لتنظيمات إرهابية متفرقة تتبع ما يعرف بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.
وذكرت المصادر أن الاجتماع الذي كان مقررا أن يعقد في منطقة خنشلة، كان يهدف إلى “التحضير لعمليات إرهابية جديدة، وتجديد القيادات، والتنسيق في كيفية التواصل وتبادل المعلومات”.
وأسفرت العملية الاستخباراتية والعسكرية الميدانية، الجمعة الماضي، عن القضاء على 8 إرهابيين من بينهم 3 أمراء، في وقت يحاصر الجيش مجموعة إرهابيين آخرين بعد عملية الجمعة.
وأكد خبراء أمنيون أن العملية العسكرية تسهم في “عدم ترك مساحات لهذه المجموعات الإرهابية وبقايا مجموعات تعمل على وضع أسس مرحلة جديدة في سياق إقليمي لإعادة التشكل؛ لأنها مرتبطة بما يجري في محور ليبيا – تونس، باعتبار أن من تم القضاء عليهم يعتبرون أحد أهم أذرع القاعدة في المنطقة”.
ويرى الخبراء أن “الدليل على ذلك، هو محاولة إخراج قيادات جديدة ومن ثم تشكيل خلايا جديدة، والعملية تؤكد الجاهزية العملياتية المعتمدة على العمل الاستباقي والضرب بيد من حديد”.
وكان وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، قد أكد في وقت سابق، وجود معلومات استخباراتية بحوزة الجزائر تفيد بـ”وجود مخطط جديد للفوضى في دول شمال أفريقيا يقوده فلول داعش العائدون من مناطق النزاع في سوريا والعراق”.
تصريحات وزير الخارجية جاءت بعد أن كشف خبراء أمنيون في الاتحاد الأفريقي الشهر الماضي، خلال ندوة أفريقية لمكافحة الإرهاب بالجزائر، عن معلومات تفيد “باحتمال عودة 6 آلاف إرهابي من تنظيم داعش إلى إفريقيا، وأن المنطقة باتت أمام تحد جديد يضاف إلى جملة التحديات التي تواجهها المنطقة”.
وقال الخبير الأمني الدكتور أحمد ميزاب، في تصريح صحفي، “إن تصريحات مساهل مباشرة بموجب معطيات وليس تخمينات، وتؤكد بداية عودة فلول داعش إلى المنطقة، مما يعني أن دول شمال أفريقيا والساحل اليوم أمام تحد جديد وأمر واقع، لأننا لم نعد نتحدث عن احتمال العودة وإنما بداية العودة، والتحدي الأكبر هو طبيعة انتشار الإرهابيين العائدين واستراتيجيتهم الجديدة في المنطقة”.
وأضاف “أن منطقة شمال أفريقيا بما فيها الجزائر مقبلة على معطيات أمنية معقدة، وعلى سيناريوهات أكثر تعقيدا، ما يستوجب تكثيف وزيادة التنسيق الأمني بين دول المنطقة، التي أصبحت في حاجة إلى معادلة أمنية إقليمية لمواجهة هذه التهديدات، بالنظر إلى المؤشرات والمعطيات المقلقة على المنطقة كافة”.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد كشفت عن “وجود تكتيك جديد لم يعرف عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، يهدف إلى وراثة التنظيمات الإرهابية خاصة تنظيم داعش، بعد الخسائر التي مني بها في سوريا والعراق”.
وأشارت الصحيفة التي استقت معلوماتها من الأجهزة الأمنية البريطانية أن تنظيم القاعدة الإرهابي “شرع منذ شهر أوت الماضي في تجنيد إرهابيين من بعض دول المنطقة من بينها الجزائر، تلتها حملة ثانية أطلقتها في سوريا شهر سبتمبر الماضي”.
وتضيف الصحيفة أن “محللي ومسؤولي الأمن في الدول الأوروبية سارعوا إلى دراسة ظاهرة التجنيد من قبل القاعدة، ومدى تأثيرها على بلدانهم مستقبلا”.