من يزرعون اليأس والإحباط في البلاد لن تفلح مخططاتهم

elmaouid

تقاطعت اتجاهات القراءات والمواقف التي استعرضها كل من رئيس الحزب الوطني الجزائري يوسف حميدي ورئيس الحركة الوطنية للطبيعة والنمو عبد الرحمان عكيف بشأن وضع الساحة السياسية والرهانات التي تلقي بظلالها على المرحلة المقبلة، حيث تداول ضيفا منتدى “الموعد اليومي” مواضيع الساعة بدءا بـتشريعيات 2017 وصولا إلى رئاسيات 2019 وأهم المسائل المتعلقة بهما.

 

 أوساط تزرع التشاؤم عشية التشريعات لتغذية العزوف الانتخابي

العزوف الانتخابي لا يخدم الجزائر

 

قال رئيس الحزب الوطني الجزائري يوسف حميدي في رده على سؤال حول العزوف الانتخابي أن الجزائريين يملكون ثقافة سياسية لكنهم مغيبون عن المعادلة السياسية موجها أصابع الاتهام بالدرجة الأولى إلى النخب التي غيبت نفسها أو غُيبت بالإضافة إلى إدراكهم لعدم وجود إرادة سياسية حقيقة لدى السلطة .

وفي المقابل، اعتبر ضيف “الموعد اليومي” أن العزوف الانتخابي لا يخدم الجزائر وبناء الديمقراطية، مشيرا إلى وجود أطراف سياسية تدفع إلى اليأس من خلال نشرها للتشاؤم حتى لا يثق الشعب وبخاصة الشباب منهم في نخبته وذلك في “توقيت” مدروس وهو عشية التشريعيات، مؤكدا أن حزبه يرفض الدعوة إلى الفتنة والعنف لمعالجة المشاكل.

 

الشعب الجزائري واع ويميز بين الايجابيات والسلبيات

 

وقال عبد الرحمان عكيف رئيس الحركة الوطنية للطبيعة والنمو بأن الجزائر بخير طالما أوكلت المسؤوليات للشباب الصاعد الذي بإمكانه إخراجها من الأزمات التي تمر بها، محذرا من تصريحات الأطراف التي تريد زرع “البلبلة” في أوساط الشعب بتسويق مفاهيم وسيناريوهات غير بريئة على الإطلاق أدناها بأن البلد على “كف عفريت” وبأن هناك انفجارا اجتماعيا وشيكا سيقع في 2017 والى غير ذلك من الصور السوداوية القاتمة.

أكد عبد الرحمان عكيف لدى نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي” بأن الأطراف التي تريد زرع اليأس والشقاق بين الجزائريين إنما تريد خلق المشاكل وبث الفوضى بهدف إيجاد فرص مواتية للهروب من “المحاسبة” يوما ما مخاطبا إياهم بالقول “اذهبوا اتركوا أماكنكم رغم أنكم أخذتم الأموال اتركوا الجزائر ترتاح “.

وأوضح المتحدث بأن الشعب الجزائري واع ومثقف وبإمكانه أن يميز بين الايجابيات والسلبيات بالرغم من المشاكل الاجتماعية التي تحاك ضده من حين لآخر عبر خلق أزمات مفتعلة بهدف إلهائه عن القضايا المصيرية التي تهم الجميع أبرزها تفعيل التماسك الاجتماعي وتقوية اللحمة الوطنية في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الراهنة .

من جهته اعتبر رئيس الحزب الوطني الجزائري يوسف حميدي أن من يزرعون اليأس والإحباط داخل مكونات المجتمع الجزائري لن يفلحوا باعتبارهم حاولوا في العديد من المرات تمرير مخططاتهم عبر استعمال ورقة الشباب الذين لم يفهموا جيدا السياسة ودواليبها في وقت ما والذين حرموا من التعبير عن مقترحاتهم وأفكارهم بكل شفافية وسلاسة .

وشدد حميدي بأن المستقبل لن تكون فيه الفرصة مواتية للذين يريدون زرع  اليأس والإحباط في أوساط الشباب العازم على بناء الجزائر وإرجاع الأمل بعيدا عن سياسة “التطبيل والتهليل” وإعطاء الفرصة لهؤلاء لتمرير أجندتهم التي يسهرون على تمريرها بالوتيرة التي يريدونها، داعيا في هذا السياق جميع هؤلاء الشباب لمناشدة التغيير السلس عبر انتخابات نزيهة وشفافة بعيدا عن الفوضى وخلق المشاكل .

 

لا المعارضة ولا الموالاة استطاعتا تبني خطاب سياسي في المستوى

 

عبر عبد الرحمان عكيف رئيس الحركة الوطنية للطبيعة والنمو لدى نزوله ضيفا على منتدى “الموعد اليومي” عن استيائه من مستوى الخطاب السياسي بالجزائر متسائلا عن أي خطاب سياسي يتحدث العام والخاص في ظل تنامي الفساد وتشجيع الإجراءات الفردية في القرارات المهمة والمصيرية التي تهم البلاد.

وقال ضيف المنتدى بأن لا المعارضة ولا الموالاة استطاعتا أن تتبنى خطابا سياسيا في المستوى يستجيب لانشغالات المواطنين الذين أصبحوا يشتكون من تدني القدرة الشرائية خاصة وأن الحكومة عودتهم كل مرة الخروج بقرارات مفاجئة تجاه المشاكل التي تواجهها.

أما رئيس الحزب الوطني الجزائري يوسف حميدي فيرى بأن “الفكرة المغايرة” على الساحة السياسية أصبحت لا تقبل وبالتالي الأمر لا يشجع على رفع مستوى الخطاب السياسي بالرغم أن كل مسؤول سياسي بالجزائر هو في الاصل مسؤول عن تصريحاته .

وأبدى المتحدث تفاؤله بمستوى الخطاب السياسي لدى الأحزاب الجديدة التي تتبنى -بحسبه- بدائل في المستوى تحتاج أن تستثمر على الوجه الصحيح على مستوى الجهاز التنفيذي .

 

 وزير داخلية ضغط علينا لتغيير قوائم ترشحاتنا وبلخادم فرض “الشكارة”

 

وكشف قيادي الحركة الوطنية من أجل الطبيعة والنمو عبد الرحمان عكيف عن سوابق خطيرة عايشها مع الانتخابات حيث قال إن “وزير داخلية عمل على “غربلة” قوائم ترشيحاتنا من خلال إقصاء مناضلين من القوائم  وقال حرفيا إن بلخادم لما كان في مناصب المسؤولية طلب من الولاة  فرض قوائم انتخابية “غير تمثيلية” من خلال تسبيق تجار وأصحاب “الشكارة” إلى البرلمان على حساب دكاترة ونخبة متعلمة.

وعاد ضيف “الموعد اليومي” بسوابق الشكارة إلى مثال أحد أرباب المال استثمر 10 ملايير سنتيم للوصول إلى منصب سيناتور ليتحصل بعد ثلاثة أشهر من جلوسه على الكرسي النيابي على مشروع بـ18 مليار سنتيم، موضحا أن عددا كبيرا من هؤلاء يستغلون مقاعد البرلمان كوسيلة للضغط على الولاة من أجل الفوز بصفقات المشاريع.

 

” يكرهون أويحيى لأنه أغلق عليهم باب التبزنيس”

ويرى رئيس الحزب الوطني الجزائري يوسف حميدي إن صورة الرئاسيات القادمة ليست واضحة بعد، مرجحا تلاشي الغموض شيئا فشيئا مع نهاية 2017 ، معتبرا كل ما يقذف إلى الساحة من إشاعات حول خليفة لبوتفيلقة أو عهدة خامسة له مجرد “بالونات اختبار” لقياس ردود الأفعال والجرعة اللازمة، وأكد أن حزبه منشغل حاليا بالتشريعات وإعداد القوائم، أما بخصوص توجه الأنظار إلى أحمد اويحيى كمرشح محتمل قال أن الرجل أثبت جدارته، مستحضرا سابقة أولى في رئاسة الجمهورية أن تبعث برسائل تهاني في المناسبات عكس ما كان عليه الامر قبل توليه إدارة ديوان المرادية، كما أن لهذا الاخير وزنه داخليا وخارجيا، لكن أمر الحسم لا يزال مبكرا كون النظام يملك بدائل “غير متوقعة” مثلما حدث عندما تم اختيار الشاذلي بن جديد خليفة للراحل هواري بومدين في الوقت الذي لم يكن أحد يضعه في الحسبان، كما أشار المتحدث أيضا إلى شخص وزير الخارجية رمطان لعمامرة الذي قال إنه يملك المؤهلات التي تجعل النظام يطرحه للمنصب.

 

 التجوال السياسي “ظاهرة خطيرة” على المجتمع والديمقراطية

 

أكد رئيس الحزب الوطني الجزائري يوسف حميدي ضيف منتدى “الموعد اليومي” أن التجوال السياسي ظاهرة غير صحية وهي  بمثابة “فيروس” داخل الحياة السياسية، مشيرا أن السلطة لم تفصل بعد في هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع والديمقراطية والتي تتطلب أخلقة العمل السياسي.

واعتبر حميدي بأن الإنسان أو المناضل الذي لا يأتي بقناعات للحزب لا يمكن أن يبنى به الأفق السياسي، داعيا للنظر في قانون الانتخابات وتغيير ما يمكن تغييره في هذا القانون الذي بإمكانه أن يمنع الظاهرة .

 

 الدبلوماسية الجزائرية حكيمة في معالجة القضايا الراهنة

قال يوسف حمدي رئيس الحزب الوطني الجزائري إن الدبلوماسية الجزائرية ثابتة الموقف والاهداف، مؤكدا أنها تحسنت كثيرا مقارنة بالسنوات الماضية، مشيدا في الوقت نفسه بالقرارات التي اتخذتها الجزائر في بعض القضايا الراهنة والتي ارتكزت أساسا على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

ومن جهة اخرى قال المتحدث ذاته انه ورغم الدبلوماسية الحكيمة والثابثة  التي تمتاز بها الجزائر إلا أنها فشلت في تعيين الدبلوماسيين  في السفارات والقنصليات، مشددا على ضرورة تعيين أشخاص أكفاء وذوي مستوى علمي وفكري

ومن جانبه أكد رئيس الحركة الوطنية للطبيعة والنمو عبد الرحمان عكيف أن الدبلوماسية الجزائرية ضعفت نوعا ما مقارنة بالسنوات القليلة الماضية، مشيدا في  الوقت نفسه بالعلاقات الجزائرية المغربية التي وصفها بالأخوية رغم الصراعات السياسية، مؤكدا أن هذه العلاقة لم تتأثر رغم قرارات الدبلوماسية الجزائرية.

كما شدد المتحدث نفسه على ضرورة تدخل الدبلوماسية الجزائرية بكل آلياتها لمعالجة مختلف القضايا والمشاكل التي تعاني منها الجالية الجزائرية في الخارج خاصة فيما يتعلق بالمعاملة السيئة في المطارات.

 

 مراكز ثقافية أجنبية تلعب دورا في المجتمع أكثر من مراكزنا !

 

وحذر حميدي من عدم مجاراة المراكز الثقافية المحلية لبعض المراكز الثقافية الاجنبية في الجزائر، وسجل المتحدث ضرورة تدارك هذه النقطة خاصة وأن الشباب أصبحوا يتاثرون بها واصبحت المراكز الثقافية الفرنسية والاسبانية تلعب دورا في المجتمع أكثر من المراكز الثقافية الجزائرية، وهو ما أكده عبد الرحمان عكيف الذي أشار إلى خروج شباب في باب الوادي بالعاصمة يهتف بفرنسا ويصرخ “اعطونا الفيزا” !

وفي موضوع حول مفارقة غياب الجدل القائم حول “الفيس” المحظور وقياداته بالمقارنة مع عشية تشريعيات 2012، اعتبر حميدي أن الأمر يتعلق بأوراق استغلت في ظروف لتبليغ بعض الرسائل إلى الداخل والخارج لا أقل ولا أكثر، مسجلا أن هذه الجماعات تسببت في الرجوع بالبلاد إلى أكثر من 20 سنة إلى الوراء، مؤكدا موقفه “نحن نرفض عودة من تسبب في إسالة دماء الجزائريين إلى الساحة السياسية” في حين اعتبر عكيف أن دخول القيادات الحقيقية للفيس أعاد الملف إلى موضعه، مؤكدا ان الجماعات التي خرجت إلى الواجهة في الفترة الماضية “مزيفة” (يقصد مزراق وحمداش) مذكرا بأن زروال لما حاور الفيس اتجه إلى القيادات السياسية . 

 

انخفاض أسعار البترول نعمة  لابد من استغلالها

أكد رئيس الحزب الوطني الجزائري أن الانخفاض الذي تعرفه اسعار البترول نعمة أكثر مما هو نقمة على الجزائر، لأن هذا الانخفاض سيسمح بإعادة النظر في السياسات الاقتصادية التي تنتهجها الجزائر والتي اعتمدت في وقت سابق على البترول بدرجة كبيرة ما تسبب في إهمال الطاقات الاخرى والثروات التي تزخر بها البلاد والتي اعتبرها محدثنا قادرة على تعويض انخفاض أسعار البترول 

وقال المتحدث نفسه إنه من بين الحلول البديلة القادرة على دعم الاقتصاد الوطني لمواجهة الأزمة هي الاعتماد على الاراضي الفلاحية ودعم قطاع الفلاحة بالجزائر باستغلال الاراضي الخصبة التي تزخر بها البلاد زيادة على ذلك الاعتماد على الطاقة الشمسية التي تحوز عليها صحراء الجزائر والطاقات المتجددة الاخرى والتي اعتبرها محدثنا قادرة على تعويض انخفاض أسعار النفط لسنوات عديدة

ومن جانبه أكد رئيس حزب الطبيعة والنمو أنه لابد من تغيير السياسة الاقتصادية خاصة فيما تعلق بمجال الفلاحة، مؤكدا في  الوقت نفسه أن الاراضي الفلاحية التي تزخر بها البلاد قادرة على دعم الاقتصاد، مبديا في  الساق نفسه امتعاضه من غياب وزارة خاصة للتكفل بالبيئة والتي اعتبرها أساس معالجة الاقتصاد.