ما تزال العائلات القاطنة بشاليهات الناصرية الواقعة شرق بومرداس تنتظر تدخل المسؤول الأول عن البلدية، من أجل وضع حد لمعاناتها وانتشالها من الجحيم الذي تعيشه منذ أزيد من 13 سنة في تلك السكنات التي أكل عليها الدهر وشرب نظرا لعدم صلاحية السكنات التي يقطنونها بسبب اهترائها بالكامل، فهي تتجرع المعيشة المزرية التي تتخبط فيها في هذه البيوت الجاهزة التي كان من المنتظر أن تدوم صلاحيتها لمدة 18 شهرا لا غير، إلا أنها ما تزال تقبع في هذه الشاليهات إلى يومنا هذا، وبقيت وعود المسؤولين في إعادة إسكانها حبيسة الأدراج.
وفي السياق ذاته، يشكو العديد من قاطني هذه الشاليهات من غياب أدنى المرافق الضرورية، حيث تنعدم الإنارة العمومية، التي ولّدت حالة من اللاأمن وسط القاطنين، الذين أبدوا تخوفهم الكبير من الخروج في الفترات الليلية واضطرارهم إلى قضاء معظم سهراتهم داخل بيوتهم دون رؤية الأحباب والأصدقاء، متخوفين من الاعتداءات والسرقة، خاصة عندما يشتد الظلام، حيث يعمد العديد منهم إلى استعمال المصباح اليدوي حتى يتمكنوا من رؤية الطريق، ناهيك عن مشكلة التذبذب المستمر في تزود السكان بالمياه، ما جعلهم يتنقلون إلى مناطق أخرى من أجل التزود بالمياه على غرار برج منايل ويسر، بالإضافة إلى عدم وجود مصلحة قريبة للاستعجالات التي من شأنها إسعاف المرضى.
ناهيك عن مواجهتهم لنقائص أخرى منها اهتراء شبكة الطرقات المؤدية إلى تلك الشاليهات، أين يعاني القاطنون خاصة في الأيام التي تتساقط فيها الأمطار، حيث تتحول هذه الأخيرة إلى برك ومستنقعات مائية يجد الراجلون وأصحاب السيارات صعوبة في السير عليها، انعدام المرافق الرياضية والترفيهية التي من شأنها إخراج الشباب من العزلة التي يعيشونها، والتي تلعب دورا هاما في تثقيف الشباب وتوعيتهم، ومنعهم من الانسياق وراء الانحرافات كالسرقة وتجارة المخدرات.
وقد ذكر القاطنون بأنهم لجأوا مرارا وتكرارا إلى السلطات المسؤولة، حتى تقوم بعملية ترحيلهم لكن من دون جدوى، ما عدا تلك الوعود الخيالية، بأنهم سوف يُرّحلون في أقرب الآجال لكن من دون أي رد فعلي يطبق في الواقع..
ليبقى قاطنو شاليهات بلدية الناصرية شرق بومرداس يتجرعون المرارة في هذه الشاليهات التي تصلح لأي شيء ماعدا السكن فيها، آملين أن تبرمج السلطات عملية ترحيلهم في أقرب الآجال قبل حلول فصل شتاء آخر، أين يعانون كثيرا نظرا لتسرب مياه الأمطار إلى بيوتهم وتجعل ليلهم نهارا.