يعيش سكان حي 11 ديسمبر بعين البنيان غرب العاصمة رعبا حقيقيا بفعل خطر انهيار البنايات فوق رؤوسهم خاصة على مستوى حوش امبارك الذي تعرضت جدران بناياته لانهيارات جزئية، خلال موجة البرد التي عرفتها
العاصمة قبل أشهر، داعين السلطات المحلية إلى ضرورة التدخل في القريب العاجل بغية تمكينهم من الترحيل.
جدد سكان حي 11 ديسمبر مطلبهم للسلطات المحلية بضرورة الالتفات إلى وضعيتهم التي أضحت قاب قوسين أو أدنى من الكارثية على اعتبار أن الموت يترصدهم من كل زاوية ومن كل ركن، خاصة مع الاهتراءات التي بلغتها بناياتهم التي أكل عليها الدهر وشرب، خاصة وأنها تعود إلى الحقبة الاستعمارية وشهدت كل أنواع الكوارث منها زلزال بومرداس، مستنكرين تجاهل وضعيتهم وعدم اتخاذ التدابير التي من شأنها أن تسمح لهم بالتكفل بأنفسهم بتسوية المشكل من خلال ترميمها وهذا بعد تمكينهم من عقود الملكية ومنه طي صفحة المعاناة التي طال أمدها مع الخطر الذي يتهدد حياتهم بسبب سقوط أجزاء منها في كل مرة، سيما خلال الأشهر القليلة التي شهدت اضطرابات جوية زادت أوضاع سكناتهم تدهورا، ما جعلهم يقضون ليالٍ بيضاء خوفا من انهيار تلك السكنات فوق رؤوسهم.
وحسب السكان، فإنه وبالرغم من مضي قرابة نصف قرن على إقامتهم في هذه البنايات، إلا أنهم لم يستفيدوا من أي حصة سكنية، غير أن وضعية هذه السكنات التي تآكلت بفعل مرور الزمن والعوامل الطبيعية أضحت تشكل خطرا على حياتهم خاصة عقب زلزال 2003، وهي مهددة بالانهيار في أية لحظة فوق رؤوسهم نتيجة التصدعات والتشققات التي حدثت، خاصة أنها لم تعرف أي ترميم بسبب غياب عقود الملكية التي حالت بينهم وبين ترميم أو تشييد بناءات تليق بهم كمواطنين، وبالتالي خوفهم من تكبد خسائر مادية جعلهم في حيرة من أمرهم، مشيرين إلى أن الحي يفتقر لأدنى وأبسط شروط العيش الكريم، بداية بحرمانهم من الماء الصالح للشرب بسبب الانقطاع المتكرر وكذا انعدام شبكة غاز المدينة، ما يضطرهم إلى الانتقال مسافة لجلب قارورة البوتان التي أثقلت كاهلهم خاصة في فصل الشتاء، أين تزداد الحاجة إلى هذه المادة الضرورية للطهي والتدفئة فضلا عن انعدام قنوات الصرف الصحي.