أكد المدير العام للصندوق الوطني للتعاون الفلاحي، شريف بن حبيلس، أن الصندوق يعتزم أن يطلق “قريبا” منتوجا يغطي كل المخاطر المتعلقة بالكوارث الفلاحية المترتبة عن التغيرات المناخية، لا سيما الجفاف والفيضانات والمخاطر غير المؤمن عليها إلى حد الساعة.
وأشار بن حبيلس إلى أنه من المقرر “إطلاق جهاز للتأمين على الكوارث الفلاحية”، مؤكدا أنه سيأتي (الجهاز) في سياق تطبعه آثار التغيرات المناخية التي تتسبب “كل سنة في خسائر هائلة للفلاحين، سيما بسبب الحرائق والجفاف”. في ذات السياق، ذكر بأن الصندوق سبق وأن نظم في 2017 منتدى دوليا لتسليط الضوء على انعكاسات التغيرات المناخية، مؤكدا على أهمية مثل هذا الجهاز، أن القطاع الفلاحي هو الأكثر عرضة للتقلبات المناخية. وحسب وحبيلس فانه “أمام كل هاته التغيرات المناخية وانعكاساتها نحن مطالبون باستباق حلول لتأمين الاستثمارات وعائدات الفلاح، فضلا عن كوننا بمثابة تأمين بالنسبة للعالم الفلاحي والريفي المطالب بالامتثال لجهاز خاص نوعا ما”. وذكر أن الشركة العمومية التزمت في إطار مسعى يتمثل في المساهمة في ترقية التأمين المصغر من خلال باقة التأمين “تأمين الثقة” الذي يضع تحت تصرف العائلات الريفية ذات الدخل المحدود منتوجا واحدا يغطي كامل المخاطر. ويتعلق الأمر، حسب ذات المتحدث، بعرض موجه لصالح المربين الصغار والفلاحين ضد الأخطار المتعلقة بحياتهم الاجتماعية سواء في الوسط المهني أو العائلي (وفاة وعجز وتقاعد ومسؤولية مدنية). ولدى تطرقه إلى الاداءات التي حققتها المؤسسة، تطرق ذات المسؤول إلى تطور رقم الأعمال بنسبة 5.6 بالمئة خلال الفصل الأول لسنة 2024 بقيمة بلغت 4.4 مليار دج “الأمر الذي يعد فاتحة خير”. وبعد أن شدد على أن قطاع التأمين في الجزائر يحتاج إلى “إصلاح حقيقي” من شأنه ان يجعله فاعلا لا غنى عنه في أي مسعى للتنمية الاقتصادية، أكد السيد بن حبيلس أن مشروع القانون الجديد المتعلق بالتأمين، الذي هو حاليا في مرحلته النهائية، يعتبر “مرحلة حاسمة في تحديث القطاع. يجب أن يسهم كذلك في تنمية الاقتصاد الوطني”. وسيساهم هذا النص “في تسهيل الاستفادة من القروض الزراعية بالنسبة للفلاحين والمربين، مع تعزيز التتبع والمتابعة الفعالة للمساعدات والقروض التي تمنحها المؤسسات المالية للفاعلين في القطاع الزراعي والريفي”. وأسرد بن حبيلس بالقول :”لقد أدركت السلطات العمومية جيدا ضرورة إعادة النظر في التأمين بشكل عام وعلى رأسها التأمين الزراعي. أعتقد أنه من واجبنا كمحترفين ترجمة ذلك في إجراءات عملية على الأرض”، مشددا على أن شركات التأمين يجب أن تقوم بالتوعية والتحسيس وان تكون موثوقة، وخاصة من خلال تقليل مدة التعويض. ويعتبر الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي (CNMA) أكبر شركة تأمين زراعي في الجزائر، حيث تحصي أكثر من 3.000 موظف موزعون عبر 70 صندوقا جهويا وحوالي 570 مكتب محلي. وفي تطرقه إلى عهدة الجزائر على رأس منظمة التأمين الأفريقية (OAA)، أشار السيد بن حبيلس، الذي يتولى رئاسة المنظمة منذ يونيو 2023، إلى أن هذه العهدة قد شهدت تحقيق العديد من الأعمال التي تهدف إلى تكثيف التعاون الأفريقي، وتطوير منتجات التأمين، بما في ذلك التأمين الزراعي، فضلاً عن تعزيز تبادل الخبرات بين الفاعلين في السوق الدولية. وأضاف بالقول أن الجمعية العامة القادمة للمنظمة مقررة في ناميبيا في بداية يونيو المقبل، تحت شعار “مواجهة زيادة الكوارث الطبيعية في إفريقيا”. ومن المقرر، أن تستلم ناميبيا رئاسة المنظمة خلال هذه الجمعية العامة التي ستستضيفها العاصمة ويندهوك.
سامي سعد










