🔴 نشاط وكالات السفر يخضع لقواعد المنافسة وليس للتدخل الإداري
🔴 تنظيم فعاليات رياضية وثقافية للترويج لوجهة الجزائر وجذب المزيد من السياح
أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، السيد مختار ديدوش، في حوار خص به مجلة ” Tourisme & voyages “، أنه فور توليه المنصب بدأ بالاستثمار في الميدان من خلال برمجة جولات واجتماعات هامة مع جميع الجهات المعنية بقطاعه، مما سمح له بفهم نقاط القوة والضعف في قطاع يعرف تأخرا في النمو على الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها البلاد. وبالنسبة للسيد الوزير، يتطلب تنمية السياحة وتعزيز وجهة الجزائر وجودًا مستدامًا على الأسواق العالمية للسفر، وخاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهذه رسالة واضحة يحاول الوزير إيصالها من أجل جعل السياحة محركًا آخر للاقتصاد والمجتمع في البلاد.
سيدي الوزير، بدأت استعدادات موسم الاصطياف لعام 2023 في وقت مبكر هذا العام، هل يمكننا معرفة الاستراتيجية المتبعة لضمان نجاحه؟

نظرًا للتأثيرات على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي لموسم الاصطياف، يُمنح هذا النشاط أهمية خاصة من قبل الحكومة، الهدف هو بالطبع تمكين أكبر عدد ممكن من مواطنينا من قضاء عطلة ممتعة ومثرية في البلاد وأيضًا توفير فرص اقتصادية للمناطق الساحلية. من ناحية أخرى، يجب أن نذكر أن موسم االاصطياف هو نشاط رئيسي في السياحة المحلية، والتي تُعتبر أولوية في برنامج السيد رئيس الجمهورية.
هناك مشاركة للعديد من القطاعات المتعلقة بالنشاط السياحي…

بالطبع، تم إنشاء لجنة وطنية برئاسة وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، وتضم جميع القطاعات المعنية مباشرة أو غير مباشرة بالنشاط السياحي، مثل النقل والمياه والتجارة والثقافة والسياحة وخدمات الأمن… تم تكليف هذه اللجنة بالعمل على تحضير موسم الاصطياف ومتابعة تنفيذ القرارات المتخذة لضمان سيره بسلاسة.
ما هو دور وزارتكم في هذا البرنامج؟

قامت وزارة السياحة، بدورها في هذا البرنامج، خاصة من خلال تشجيع منظمي الرحلات على تنويع العروض والفنادق على وجه الخصوص لضمان توفير علاقة جودة مقبولة مناسبة للسعر وتعزيز فرص قضاء عطلة في الجزائر. يجدر أيضًا الإشارة، إلى تعيين مشرف على الشاطئ في كل شاطئ مصرح به للسباحة، للقيام بالعمل عن قرب مع الزوار للتعامل مع شكاواهم وضمان هدوئهم.
بانتهاء موسم الاصطياف، هل يمكننا العودة إلى الموسم الصحراوي الذي شهد، وفقًا لآراء وكالات السفر وغيرها من الجهات، انتعاشًا لا يُمكن إنكاره، وهل يمكننا معرفة رأيكم في هذا الصدد؟

بالفعل، أؤكد لكم زيادة الاهتمام المتزايد من قبل الأسواق بالعرض السياحي الصحراوي، حيث تم تسجيل تدفقات بلغت حوالي 491،852 سائحًا بين شهر أكتوبر 2022 وأفريل 2023 على مستوى هياكل الإقامة المختلفة في ولايات الجنوب مقارنة بالموسم الصحراوي السابق.
ما الذي يُعزى إليه، من وجهة نظركم، لهذا الارتفاع في السياحة الصحراوية؟

هذا الارتفاع في السياحة الصحراوية، كما تقولون، ليس نتيجة الصدفة، بل يُفسر بشكل خاص:
-استقرار البلاد والأمان الذي يسودها أثر بشكل إيجابي على موقف وكالات السفر.
-الثقة الكاملة التي تحظى بها بلادنا من جانب الأسواق التي كانت مترددة في الماضي.
-تحسين صورة الجزائر بفضل عودتها الملحوظة والبارزة على الساحة الدولية، مما أدى بالضرورة إلى تأثيرات إيجابية على شهرة وجهة الجزائر.
-المساهمة الكبيرة من الشخصيات المؤثرة الوطنية والدولية في تعزيز إمكانيات وجهة الجزائر.
-الإجراءات التي اتخذتها السلطات العامة لزيادة قدرة وجهة الجزائر على المنافسة بشكل أفضل، بما في ذلك تبسيط إجراءات منح التأشيرات.
-وأخيرًا، تضافر جهود الجهات المعنية بما في ذلك الجنوب والشركة الوطنية الجزائرية للطيران لإعطاء دفعة جديدة للسياحة الصحراوية.
بالنسبة للتأشيرة عند الوصول، زادت من معدلات التواجد للأجانب في الجنوب، هل سيتم تعميمها، أو حتى اعتماد تأشيرة إلكترونية كما هو الحال في الوجهات الكبرى؟

تلك الإجراءات التي اتخذتها السلطات العامة لإقامة تأشيرة التصحيح (عند الوصول) استقبلت برضى كبير من الجهات المعنية، سواء كانت وطنية أو دولية، لأن هذه المسألة كانت تشكل عائقًا معينًا لجذب وجهة الجزائر. الآن نتحول من المرحلة التجريبية إلى المرحلة التأكيدية من خلال التخفيف من القيود الملاحظة وإدخال تسهيلات جديدة بناءً على تجارب العمل ومراقبة الجهات المعنية. أما بالنسبة للتأشيرة الإلكترونية، ستتم بالضرورة عندما تكون الشروط التقنية مضمونة.
يتمثل ترويج وجهة الجزائر من خلال المشاركة في المعارض الدولية. ما تحليلكم للمشاركات المختلفة؟

في رأيي، يجب أن نناقش مسألة استراتيجية تسويق واتصال وجهة الجزائر بشكل عام، حيث تعد المشاركة في المعارض والمعارض المتخصصة مجرد عامل واحد من بين العديد من العوامل، إنها بالفعل إحدى أولويات برنامج إحياء وجهة الجزائر. فكيف يمكن تحسين رؤية وجهة الجزائر؟ وكيف يمكن الاستفادة من التسويق والتسويق الرقمي؟ وكيف يمكن جعل المعارض تحظى بمشاركة نشطة وإنتاجية ومهنية؟ وكيف يمكن تعزيز الجزائر كوجهة ناشئة في حوض البحر الأبيض المتوسط؟ كل هذه الأسئلة هي تحديات يجب مواجهتها في إطار عملية وضع وجهة الجزائر على المدى الطويل في الأسواق العالمية للسفر والسياحة.
الجزائر استضافت العديد من الفعاليات الدولية مثل ألعاب البحر الأبيض المتوسط في وهران والألعاب العربية، ما تأثير هذين الحدثين على الصعيدين السياحي والاقتصادي؟

كان لهما تأثير إيجابي جدًا، أولاً لأن هذه الفعاليات ساهمت في نقل صورة إيجابية جدًا عن بلادنا، صورة بلد مستقر ومفتوح على باقي العالم، ثانيًا في تقديم السياحة والثقافة الغنية في الجزائر، وثالثًا في زيادة التدفقات السياحية على الصعيدين الوطني والدولي. مستقبلاً، سنعمل بالتعاون مع وكالات السفر والمؤسسات المتخصصة والجهات المعنية على إنشاء وتنظيم فعاليات رياضية وثقافية وبيئية تساهم في الترويج لوجهة الجزائر وجذب المزيد من السياح.
هنالك حوالي 5200 وكالة سفر معترف بها في الجزائر، ألا تجدون أن هذا العدد مبالغ فيه قليلاً؟

يبدو أنك تقترح أن نعمل على تقليل عدد وكالات السفر والسياحة، دعوني أعتذر عن عدم موافقتي على هذا النهج للأسباب التالية:
_ تعمل جميع وكالات السفر والسياحة في إطار التشريعات السارية، والتي تفرض شروطًا صارمة جدًا من حيث المهنية والنزاهة للحصول على الاتفاق.
_ الجزء الكبير من هذه الوكالات تعمل في إطار السياحة المحلية.
_ إن كل وكالة واحدة تقريبًا تُنشئ في المتوسط 3 وظائف مباشرة، وهي وظائف تستهدف بشكل رئيسي الشباب.
_ نشاط وكالات السفر هو نشاط يخضع لقواعد المنافسة وليس للتدخل الإداري.
ـــــ أخيرًا، يتمثل دور الوزارة في مساعدة أكبر عدد ممكن من هذه الوكالات على اكتساب المهنية الضرورية لأداء مهامها، بما في ذلك زيادة التدفقات نحو الجزائر، دون نسيان أن الهدف المطلوب هو أيضًا تعزيز النشاط لإنشاء الثروة وليس العكس.
بالنسبة للحرف اليدوية، ما هي خطتكم لتحسين مؤشرات الأداء والسماح لهذا القطاع بلعب دور أكثر فعالية في الاقتصاد الوطني؟

خطتنا تتمثل في وضع الحرفي في قلب اهتماماتنا، وتعتمد هذه الخطة على المحاور الرئيسية التالية:
– تطوير خطط تدريب لتحسين المهارات باستمرار في مجالات الإبداع والابتكار والإدارة وريادة الأعمال.
– تحديث تنظيم وإدارة الهياكل والمؤسسات المسؤولة عن الحرف اليدوية.
– تكييف منتجات الحرف اليدوية مع معايير الجودة العالمية من خلال الاعتماد على الشهادات والعلامات التجارية.
– احتراف عمليات الترويج والتسويق بخصوص المشاركة في المناسبات المتخصصة.
هل تطوير قطاع السياحة والصناعة التقليدية يتطلب التكنولوجيا الرقمية؟

بالفعل، تمثل التكنولوجيا الرقمية أولوية قصوى لقطاع السياحة والصناعة التقليدية، حيث نعتقد أن القطاع لن يتطور بشكل حديث وفعال دون مبادرة جادة في هذا المجال. حاليا، تتم معالجة جميع الملفات المتعلقة بالاستثمار والتراخيص لوكالات السفر والسياحة من خلال منصات رقمية متخصصة، ولن نتوقف هنا وسنواصل العمل على تحسين جودة الخدمات وإمكانيات التسويق والتواصل من خلال الأنترنت، فهذا سيسمح بزيادة الوعي بوجهة الجزائر وتوفير خدمات محسنة وسهلة الوصول للزوار الدوليين والمحليين، دون نسيان الحرف اليدوية والصناعة التقليدية.
هل تعتبر الصحافة المتخصصة واحدة من الأوجه الأساسية للترويج لوجهة الجزائر؟ وهل تعتبرونها شريكًا أم مجرد وسيلة لنشر المعلومات والبيانات الصحفية؟

بالنسبة للصحافة المتخصصة، فهي بالنسبة لنا ليست مجرد شريك بل هي جزء مهم في الترويج لوجهة الجزائر، بالإضافة إلى دورها في توفير المعلومات، كما نرى أن الصحافة المتخصصة، تعتبر نافذة لوجهة الجزائر وأداة تعليم ضرورية للعاملين في القطاع. وأود أن أستغل هذه الفرصة، لتهنئة مجلتكم على المهنية التي تظهرونها ومساهمتكم في الترويج لوجهة الجزائر. في الختام، أود أن أوجه كلمة ختامية لجميع الجهات المشاركة في صناعة السياحة، وأعرب عن امتناننا لجهودهم في تعزيز السياحة الوطنية، ونشجعهم على تبني مزيد من المبادرات والإبداع والابتكار والجدية في خدمة تطوير صناعة السياحة في بلادنا، دون أن ننسى أن ندعو أيضًا المستثمرين للاهتمام بقطاع السياحة الذي يقدم فرصًا كبيرة للأعمال، وبالنسبة لنا، سنبقى دائمًا على استعداد للاستماع إلى احتياجات ومخاوف الجهات المعنية وسنقدم دعمنا لجميع المبادرات التي تساهم في تطويرصناعة السياحة.
حاوره: عبد الغني طالبي










