بهدف تجميع الكفاءات العلمية وكيانات البحث وكذا المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية ذات الصلة بقطاع التربية والتكوين، تم تأسيس شبكة موضوعاتية وطنية لبحث ومعالجة القضايا والانشغالات المتعلقة بمجالي التربية والتكوين في الجزائر وذلك بمبادرة من الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية التابعة لجامعة صالح بوبنيدر-قسنطينة 3.
ولدى تقديمه لكلمة افتتاحية في إطار هذا اللقاء الذي تم تنظيمه بقاعة المحاضرات بكلية علوم الإعلام والاتصال والسمعي البصري بذات الجامعة، أوضح مدير الوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، السيد يوسف عيبش، أن الهدف من تأسيس هذه الشبكة هو “تجميع الكفاءات العلمية وكيانات البحث وكذا المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية ذات الصلة بقطاع التربية والتكوين، فضلا عن الجمعيات العلمية الفاعلة، من أجل تبني مقاربة تشاورية استراتيجية تتجاوز البعد النظري الكلاسيكي بغية استحداث ديناميكية مستمرة للبحث العلمي والتأسيس لمشاريع بحثية تسعى لإيجاد حلول فعلية ميدانية للمشاكل المتعلقة بالفعل التربوي والعملية التكوينية”. وأبرز أنه من بين الانشغالات التي تم طرحها خلال هذا اللقاء، هي “فعالية المحتوى التعليمي والمناهج التربوية، المقاربة التقييمية في التعليم، تكوين المكونين، العنف والتسرب المدرسيين”، مشيرا إلى أن التكفل بهذه التحديات الوطنية المجتمعية يتم من خلال مشاريع نظرية تطبيقية يقترحها المختصون في المجال وتقوم بتثمينها واقتراح تجسيدها هذه الشبكة الموضوعاتية. بدورها، أبرزت ممثلة مديرية البرمجة والتقييم والاستشراف على مستوى المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فاطمة حلوان، أن استحداث هذه الشبكة الموضوعاتية “سيسمح بتسهيل عملية التكفل بالجانب المادي للمشاريع البحثية كما سيساهم في الانتقال من التمويل بالطريقة الميكانيكية الكلاسيكية إلى التمويل عن طريق الأهداف المبنية على أساس معاينة طبيعة المشاكل الموجودة في مختلف القطاعات”. من جهته، أفاد رئيس المجلس الوطني للبرامج التابع لوزارة التربية الوطنية، السيد عبدالله لوصيف، أنه “يجب وضع المنظومة البحثية في خدمة المتطلبات العصرية للمجتمع واقتصاد البلاد”، مشيرا إلى أن هذا اللقاء شكل فرصة للتفكير في تحديد المحاور الأساسية وحصر الانشغالات والأولويات المستعجلة التي ستشكل الانطلاقة الفعلية لأعمال الشبكة. للإشارة، فإن هذا اللقاء الذي تم تنظيمه تحت إشراف المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي قد جمع قرابة 100 مشارك من ممثلي القطاعات المعنية بالتربية والتكوين فضلا عن عدد من الهيئات الوطنية علاوة على عدد من المراكز البحثية مثل المعهد الوطني للبحث في التربية، مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، إلى جانب عدد من الخبراء المختصين في علوم التربية وعلم الاجتماع التربوي وكذا أساتذة جامعيين ومدراء مخابر بحثية جامعية مختصة في الميدان، ومدراء وممثلين عن المدارس العليا على المستوى الوطني.
أ.ر







