في رحاب "دار القرآن" لقاء علمي يجمع رموز البحث والتراث

ندوة وطنية بجامع الجزائر تناقش سبل حفظ المخطوط الجزائري ودوره في بناء الهوية

ندوة وطنية بجامع الجزائر تناقش سبل حفظ المخطوط الجزائري ودوره في بناء الهوية

في أجواء علمية روحانية سامية، احتضنت المدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلامية بـ”دار القرآن” في جامع الجزائر، ندوة علمية متميزة تحت عنوان: “المخطوط الجزائري.. مقاربات في البناء المعرفي وحفظ الهوية”، بحضور عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، ونخبة من الأساتذة والباحثين والمهتمين بالتراث الإسلامي والمخطوطات.

وأدار الندوة الأستاذ الدكتور يوسف عدار، وافتتحت فعالياتها بمحاضرة علمية، للدكتور عبد الكريم عوفي، أستاذ علوم اللغة وتحقيق المخطوطات، الذي قدّم عرضًا معمقا بعنوان “ثقافة المحقق والمفهرس”، شدد فيه على ضرورة التكوين العلمي والمنهجي في التعامل مع المخطوطات. كما تلاه الدكتور محمد العيد سماير، المختص في علم المخطوطات، بمداخلة بعنوان “الكوديكولوجيا وخوارج النص”، تناول فيها أهمية الماديات في دراسة المخطوط لفهم أبعاده التاريخية والثقافية. ومن جهته، قدم الأستاذ محمد فؤاد القاسمي الحسني، محافظ خزانة المخطوطات بزاوية الهامل القاسمية، مداخلة قيمة حول “فنون الفهرسة”، استعرض خلالها التجربة الجزائرية الرائدة في حفظ وتصنيف التراث المخطوط. أما الدكتور محمد تيطراوي، من عمادة جامع الجزائر، فركز في مداخلته على “دور المخطوط الجزائري في ترسيخ المرجعية الدينية والوحدة الوطنية”، مؤكدا أن المخطوط يمثل ذاكرة الأمة، وعنصرًا من عناصر تعزيز الهوية الروحية والثقافية. وقد عرفت الندوة، تفاعلا مميزا من الحضور، من خلال نقاشات علمية بناءة وأسئلة ثرية عكست الوعي المتزايد بأهمية المخطوط كجسر معرفي بين الماضي والحاضر. كما تم التأكيد على ضرورة تطوير آليات الحفظ، الرقمنة، والفهرسة، لضمان استدامة هذا التراث الوطني. وفي وقفة وفاء وتكريم للراحل عبد الهادي لعقاب. واختتمت الندوة، بوقفة ترحّم مؤثرة على روح الشيخ الدكتور عبد الهادي لعقاب، الأستاذ بدار القرآن وأحد أعلام الإقراء في الجزائر، والذي وافته المنية مؤخرا، وقد كان من المساهمين في التحضير لهذه الندوة قبل رحيله. وفي كلمته التأبينية، ترحم عميد جامع الجزائر على الفقيد، واصفا إياه بجامع القراءات العشر” و”منارات الإقراء في الجزائر والعالم الإسلامي”. كما تمّت قراءة سورة الفاتحة وإهداء ثوابها لروحه الطاهرة، والدعاء له بأن يجعل الله القرآن الكريم الذي أفنى عمره في خدمته نورا له في قبره وشفيعًا له يوم القيامة. في ختام هذه المناسبة العلمية والروحية، تم تكريم المحاضرين وتوزيع شهادات تقديرية، في لفتة تعبّر عن دعم وتشجيع الجهود البحثية في خدمة التراث العلمي الجزائري، مؤكدة على أن دار القرآن تواصل أداء رسالتها في ربط الأصالة بالمعاصرة، والعلم بالهوية.

إيمان عبروس

Peut être une image de 6 personnes, estrade et textePeut être une image de 5 personnes, personnes qui étudient et foulePeut être une image de 13 personnes et textePeut être une image de 7 personnes et textePeut être une image de 8 personnes et estradePeut être une image de 3 personnes, estrade et textePeut être une image de 6 personnes, personnes qui étudient et textePeut être une image de 8 personnes et textePeut être une image de 5 personnes et estradePeut être une image de 5 personnes, estrade et texte