تنصب جهود التنمية في السنوات الأخيرة على مستوى بلدية شعبة العامر جنوب شرق بومرداس على فك العزلة وتثبيت السكان بمناطقهم من خلال إنجاز وتنويع المشاريع لتثمين موقعها الجغرافي المميز ومؤهلاتها.
وتتميز هذه البلدية النائية التي ترتبط بموقعها الجغرافي الجبلي بحسب ما أوضحه رئيسها أوشان رابح ثلاث ولايات مجاورة (بومرداس والبويرة وتيزي وزو) بتبعثر سكانها الذين يتجاوز عددهم 35 ألف نسمة على مستوى 14 قرية غير متجاورة وبعيدة عن مركز البلدية.
وعملت البلدية في السنوات الأخيرة -بحسب رئيسها- على تحقيق جملة من المشاريع في مختلف الميادين للنهوض بالتنمية وفك عزلتها وتوفير شروط الحياة الكريمة لمواطنيها بغرض تثبيتهم بمناطقهم وتشجيع النازحين على العودة لخدمة أراضيهم.
وتتمثل أهم المشاريع التنموية، التي كانت مؤخرا محل زيارة من طرف والي بومرداس مدني فواتيح عبد الرحمن، مشروع إنجاز 655 وحدة سكنية اجتماعية التي أنجز من مجملها 272 وحدة سكنية والباقي في طور الإنجاز.
كما استفادت البلدية من 1763 إعانة للبناء الريفي في السنوات الأخيرة وزع منها 1443 إعانة والباقي قيد التوزيع، ولهذا الغرض أمر الوالي المعنيين بضرورة تكثيف الجهود ورفع كل العراقيل لاستكمال توزيع كل الإعانات على أصحابها.
واستفادت البلدية كذلك في السنوات الأخيرة من مشروع تهيئة وتعبيد الطريق الولائي رقم 68 على مسافة 15 الذي يعد العصب الرئيس للبلدية ومنفذها الوحيد نحو كل الاتجاهات حيث أمر الوالي عند توقفه على الأشغال بضرورة الإسراع في عملية وضعه حيز التشغيل من جديد.
ترحيل 96 تاجرا من السوق القديمة إلى سوقين تجاريتين جديدتين
وسيتم قبل نهاية نوفمبر الجاري ترحيل 96 تاجرا يعملون حاليا بالسوق القديمة للمدينة إلى سوقين تجاريتين جديدتين انتهت بهما الأشغال منذ نحو سنتين ولا يزالا دون استغلال بسبب ثقل الإجراءات الإدارية بحسب توضيحات القائمين على المشروع للوالي.
وتم إنجاز المشروعين في إطار البرامج القطاعية للقضاء على الأسواق العشوائية عبر ولايات الوطن. وسيتم استرجاع عقار السوق القديم بعد ترحيل هؤلاء التجار واستغلاله (العقار) في مساحات خضراء لتزيين محيط المدينة وإنجاز هياكل ومنشآت عمومية للبلدية هي في حاجة ماسة إليها.
وتم بمناسبة زيارة الوالي إلى هذه البلدية النائية إعادة بعث أشغال في عدد من المشاريع الحيوية كانت متوقفة على غرار إعادة تشغيل في أقرب الآجال 10 قاعات علاج منتشرة عبر قرى ومداشر البلدية توقفت عن العمل منذ سنوات لأسباب مختلفة.
كما أعيد بعث مشروع إنجاز وحدة للحماية المدنية كانت أشغال إنجازها متوقفة لأسباب تتعلق بالمقاول حيث سيتم إعادة بعث عملية الإنجاز بداية من الأسبوع القادم وإعادة بعث الأشغال بمشروع المسبح شبه الأولمبي (25 مترا) الذي كان هو الآخر متوقفا لأسباب تتعلق بالعقار.
ومن جهة أخرى وبمنطقة آيت إبراهيم جنوب مقر البلدية تم تشغيل محطة ضخ المياه الشروب القادمة من قنوات سد تاقصبت (تيزي وزو) نحو بلدية يسر وصولا إلى بلدية شعبة العامر حيث يتم من خلالها حل مشكل نقص التزود بالمياه الشروب لعدد كبير من سكان البلدية .
مؤسسة خاصة تنتج نحو 7 ملايين وحدة جوارب في السنة
وتعد المؤسسة الخاصة لإنتاج الجوارب “مواس” من بين أهم المشاريع الخاصة التي أنجزت على مستوى البلدية في السنوات الأخيرة حيث استطاعت أن تقاوم عوامل العزلة وتحافظ على ما يزيد عن 100 منصب شغل مباشر وكثير من المناصب غير المباشرة.
وتنتج هذه المؤسسة التي تقع بوسط مدينة شعبة العامر وتعد مفخرة لسكانها ما لا يقل عن 7 ملايين وحدة من الجوارب في مختلف الأحجام والأشكال وبمواد أولية محلية.
ووعد الوالي أثناء زيارته إلى هذه المؤسسة العائلية التي يعود تاريخ إنجازها إلى سنة 1997 واكتسح منتجها السوق الوطنية وبدأت مؤخرا في التصدير إلى الخارج بمنحها عقارا لتوسيع نشاطاتها وتطويرها أكثر قريبا.