الجزائر -وضعت النقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين تقرير أسود حول معاناة الأساتذة الجزائريين في عيد العالمي، مطالبة القائمين على القطاع بالنزول إلى الميدان وتلمُس حاجات المعلمين وعدم إصدار التهاني والتبريكات، حتى يتم تقديرهم فعليّا لا قولا وشكلا؛ الشيء الذي يجعل المعلم يشعر بالانتماء لوزارة تكرمه وتقدّره عبر أفعال حقيقية لا تصريحات صحفية.
وحسب تقرير صادر عن ستاف نشرته تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمعلم الذي يصادف 5 أكتوبر، فإن تصاعد صرخة المعلمين في كل الأرجاء لتنبّه القائمين على شؤونهم بأنّ حالهم ليس على ما يرام في كل الأبعاد المهنية والاجتماعية والمعنوية والنفسية، مطالبين بحقوقهم كاملة تحفظ كرامتهم وتعيد مكانتهم في المجتمع حتى يتفرغوا لأداء مهامهم النبيلة ورسالتهم العظيمة.
وتأسفت ستاف لتذيل المعلمين أدنى المراتب في المجتمع، حيث يعانون التهميش والتدني الفظيع للقدرة الشرائية، والتراجع المريع للمكانة الاجتماعية، إذ أضحى المعلم ضحيةً للاعتداءات اليومية والمتابعات القضائية في ظل ضعف النصوص التشريعية التي توفر له الحماية القانونية، كما أصبح عرضة لمختلف الأمراض المهنية التي فشلت مصالح طب العمل في التكفل بها وتوفير الحماية الصحية اللازمة.
وحسب التقرير فإن المعلمين يعتقدون أن مثل هذه الممارسات غير التربوية تساهم بصورة مباشرة في تراجع وتدني التعليم في جميع أطواره. فهم يريدون أن يأخذوا فرصتهم كاملة غير منقوصة وفقا للقانون، وأن لا تقف هذه السلوكات المشينة حائلا بينهم وبين استحقاقاتهم المهنية والمادية.
ودعت النقابة المعلمين إلى التوحد ورصّ الصفوف حتى يتمكنوا من التأثير في جميع القرارات المتعلقة بهم وبعملهم، من أجل منظومة تربوية فعّالة تبني الإنسان وتحقق التنمية المستدامة. كما تدعو جميع المعلمين إلى التفاؤل وعدم اليأس وتعجُل النتائج، فإن لم تتحقق النتائج عاجلاً تحققت آجلاً.
في المقابل دعت ستاف وزارة التربية إلى تنفيذ وعودها والوفاء بالتزاماتها التي تعهدت بها مع النقابات المستقلة تحسينا لأوضاعهم ومساعدتهم في أداء المهمات الملقاة على عاتقهم.
ع. عثماني










