مع حلول فصل الصيف، وبداية العطلة الصيفية، تبدأ العائلات البسكرية كغيرها من سكان ولايات الجنوب في شدّ رحالها نحو وجهة أخرى تكون أكثر لطفا وانتعاشا، وهروبا من شدة الحر الذي يُميز المنطقة.
يُفضل سكان الجنوب التوجه نحو المدن الساحلية في هذه الفترة بالذات باعتبارها الوجهة السياحية والمقصد الرئيسي للعائلات الباحثة عن الانتعاش، لاسيما ولايات بجاية وسكيكدة وجيجل
وبومرداس التي تتمتع بأماكن طبيعية خلابة وجبال يكسوها الاخضرار وشريط ساحلي فريد من نوعه، كما أكد العديد من المواطنين .
تحضيرات مسبقة
وغالبا ما تتوجه هذه العائلات إلى اكتراء وحجز منازل لخواص بهذه المدن الساحلية، وذلك قبل حلول العطلة الصيفية سواء عن طريق وكالات السياحة والأسفار أو عن طريق معارفهم الخاصة نظرا لغلاء أسعار المبيت في الفنادق.
.. المكوث بالبيت ملاذ البعض
هناك عائلات أخرى لم يسعفها الحظ في الاستفادة من عطلة صيفية أخرى في وجهة أخرى من الوطن بحثا عن الراحة والاستجمام بعد سنة كاملة من الكد والعمل والجهد تقضي هذه الأسر كل وقتها بين الخروج في الصباح المبكر إلى السوق لاقتناء مستلزمات المطبخ والمكوث في البيت إلى غاية الساعة الرابعة زوالا.
إلا أنه بعد الفترة المسائية مباشرة وببدء انخفاض درجة الحرارة المرتفعة التي قد تصل أحيانا الى 50 درجة مئوية، تبدأ الأسر البسكرية في الخروج لتبادل الزيارات فيما بينها سواء لحضور أفراح الزفاف ومناسبات عائلية أخرى أو التوجه نحو المرافق العمومية للاستجمام والتنزه واستنشاق الهواء النقي لكسر الروتين اليومي وتناول المثلجات.
ومنتزهات تستقبل زوارها مساء
ومن بين المناطق الجميلة التي يقصدها سكان مدينة بسكرة عاصمة الزيبان وبوابة الصحراء للتنزه، كما قال مواطن من بسكرة السيد يوسف خليف، منطقة “القنطرة” وكذا القلعة التي هيئت ودعمت بساحة عمومية وبمرافق للاستجمام والتنزه وتناول المشروبات والمثلجات.
وقال السيد خليف إنه غالبا ما يتجمع الشباب وحتى فئة المسنين منهم في مقهى شعبي عمومي عريق يدعى “الصنب” أي الحجارة لتبادل أطراف الحديث فيما بينهم حول العديد من مواضيع الساعة سواء سياسية منها أو رياضية .
ثراء سياحي ينقصه التأطير
أما السيد “ب. أحمد” وهو مختص في مجال التاريخ، فقد دعا العديد من سكان المنطقة إلى “البقاء ببسكرة أثناء فترة الصيف رغم ارتفاع درجة الحرارة غير المضرة بالصحة” كما قال – “للتمتع بالثراء السياحي الذي تتمتع به المدينة العتيقة”.
وقال السيد “ب. أحمد” إن هذه “المنطقة بالذات لها تاريخ عريق حيث كانت مسرحا للحضارات والثقافات العديدة والمتنوعة الأمازيغية منها والرومانية والإسلامية، حيث تبدو بصماتها وآثارها عبر المنطقة إلى اليوم”.
وأشار إلى أن مدينة بسكرة التي تزخر بتنوع في المواقع السياحية والطبيعية من بينها شموخ جبالها وواحاتها وسدودها ومنابعها الحموية ورمالها الذهبية الناصعة كانت مركز استلهام العديد من الكتاب والأدباء والشعراء سواء جزائريين أو أجانب منهم.
إلا أنه حبذ في نفس الوقت على وجوب تسطير نشاطات ثقافية وحفلات فنية في موسم الاصطياف لاسيما في المساء لمنح السكان فرصة الخروج والتمتع بالعطلة الصيفية.
غير أن السيدة “بهية” وهي أم لأربعة أطفال والتي لم يسعفها الحظ هذه السنة في مغادرة بسكرة لأنها مقبلة على تنظيم حفل زفاف ابنتها تقول إن ما تعاني منه هذه المنطقة والتي حالت دون استقطاب السواح هو نقص “فادح” في المرافق العمومية من أماكن للتسلية والتنزه كمطاعم رفيعة المستوى أو مرافق لتناول المشروبات والحلويات والمثلجات.
وذكّرت السيدة بهية بتوفر مسبح أولمبي فريد يقصده الشباب غير أنه لا يمكن أن يستوعب الأعداد الكبيرة من الملهمين بالسباحة. وشددت المواطنة نفسها على الإسراع في تهيئة حديقة “لوندو” التي كانت، كما قالت، في السابق مقصد جميع العائلات البسكرية في الفترة المسائية لاسيما أثناء فصل الصيف لاستنشاق الهواء النقي والتمتع بالجو المنعش.
ق. م