الجزائر -في خطوة متوقعة، أقدمت المملكة المغربية التي تحتل أراضي الجمهورية العربية الصحراوية على تطبيع علاقتها مع دولة استعمارية أخرى اسمها “الكيان الصهيوني المحتل غصبا وظلما وجورا للأراضي الفلسطينية المحتلة، ضاربة قرارات الأمم المتحدة بكل هيئاتها والمجتمع الدولي عرض الحائط بمباركة أمريكية يتزعمها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المنتهية عهدته في الأسابيع المقبلة محاولين القفز على شرعية ومشروعية اثنين من أقدم وأكبر قضايا “تصفية الاستعمار العادلة” في العالم.
وأعلن العاهل المغربي، محمد السادس، عن عزم الرباط استئناف الاتصالات الرسمية والعلاقات الدبلوماسية بين المغرب والكيان الصهيوني المحتلين في أقرب الآجال.
وذكر بلاغ للديوان الملكي المغربي نقلته وكالة الأنباء المغربية الرسمية، أن الملك محمد السادس، أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المنتهية ولايته، دونالد ترامب، تعهد فيه عن استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية بين المغرب والكيان الصهيونيي المحتلين والعلاقات الدبلوماسية في أقرب الآجال.
وأضاف البيان أن المغرب قرر في هذا السياق تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي والسياح الإسرائيليين من وإلى المغرب.كما أكد العاهل المغربي خلال الاتصال الهاتفي بالرئيس ترامب، على تعزيز العلاقات في المجال الاقتصادي والتكنولوجي مع الكيان الصهيوني، ولهذه الغاية، العمل على إعادة فتح مكاتب للاتصال في البلدين، كما كان عليه الشأن سابقا ولسنوات عديدة، إلى غاية 2002.
وكان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته قد أعلن في تغريدة في حسابه على تويتر، الخميس، أن المغرب وإسرائيل قد توصلا إلى اتفاقية لتطبيع علاقتيهما.
علاقات تعود إلى العام 1994
وظهر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على شاشات التلفزيون، يتحدث إلى الصحافة وهو يتصبب عرقا ويبرر خطوة العار التي أقدم عليها نظام المخزن.
وقال بوريطة إن “بعض القرارات التي تطلبت إعادة الاتصال مع (إسرائيل )لا تعد تطبيعا”، مشيرا إلى أن المغرب كان لديه مكتب اتصال مع( إسرائيل) منذ العام 1994.
وتابع: “لدينا دوما قنوات تواصل مع الجانب الإسرائيلي من خلال الجالية اليهودية، والعلاقات مع (إسرائيل )استُخدمت دوما من أجل السلام،وأوضح أن هناك أكثر من مليون يهودي مغربي في( إسرائيل)، معتبرا أن هذه الجالية المغربية لها جذور في المغرب وتقوم بزيارات رسمية للمغرب”، لذا يوجد رابط جوي بين المغرب و(إسرائيل) لتسهيل سفر هذه الجاليات للمغرب من تل أبيب، على حد قوله.
المقابل طائرات حربية و3 ملايير دولار
وطرحت خطوة التطبيع المغربي مع الكيان الصهيوني، العديد من علامات الاستفهام حول توقيتها وما المقابل الذي قبضه نظام المخزن من إدارة ترامب وتل أبيب نظير ذلك، وسرعان ما كشفت وسائل الإعلام عن خفايا صفقة العار، حيث أكدت مصادر أمريكية، أن واشنطن تتفاوض على بيع طائرات مسيرة كبيرة ومتطورة من طراز “أم.كيو-9 بي،” إلى المغرب.ونقلت وكالة رويترز عن ذات المصادر قولها، إن التشاور مع الكونغرس بشأن الصفقة المحتملة يتوقع أن يجري خلال الأيام المقبلة.
وعد اقتصادي ضخم من ترامب إلى المغرب
ووعدت الإدارة الأمريكية باستثمار 3 مليارات دولار في المغرب في مشاريع في مجالات البنوك والسياحة والطاقة البديلة.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن استئناف العلاقات بين( إسرائيل) والمغرب جاء بمساعدة المستثمر اليهودي المغربي ياريف الباز، وهو أحد أقوى رجال الأعمال الكبار في سوق الغذاء في المغرب والمقرب من مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر “الذي يمارس أعمالا تجارية في( إسرائيل)، وعمل كوسيط بين واشنطن والرباط”.
وأضافت الصحيفة الأمريكية “الملك المغربي كان مترددا بشدة في تعريض مكانته للخطر في العالم العربي، بحسب مسؤولين مغربيين اطلعوا على تلك الجهود التي تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم”.
وقال المسؤولون للصحيفة الأمريكية “إن الباز أبلغ الحكومة المغربية أن إدارة ترامب مستعدة للمساعدة في تسهيل ما يصل إلى 3 مليارات دولار من الاستثمارات، معظمها مخصص للبنوك المغربية والفنادق وشركة الطاقة المتجددة التي يملكها الملك. ويتم تنسيق هذا الجهد بواسطة مؤسسة تمويل التنمية الدولية التابعة للولايات المتحدة”.
إيهود باراك التقى محمد السادس قبل 42 عاما
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، لنشر صورة تجمعه بالعاهل المغربي، الملك محمد السادس، قبل 42 عاما.وذكر باراك في تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي على “تويتر”، الجمعة، أنه التقى بالعاهل المغربي قبل 42 عاما في قصر والده الراحل، الملك الحسن الثاني، حيث كان الملك محمد السادس في الخامس عشر من عمره.وأكد باراك أنه أحضر، حينئذ، هدية للملك محمد السادس، عبارة عن لعبة كمبيوتر من السبعينيات، وكانت صناعة إسرائيلية.وهنأ باراك، رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، على إعلان توصل المغرب و(إسرائيل) إلى اتفاق على تطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بينهما.
أمين.ب










