حطت طائرة تابعة للكيان الصهيوني، مساء الثلاثاء، بالعاصمة المغربية الرباط، في أول رحلة مباشرة بين المغرب والكيان الصهيوني، بعد تحليقها ست ساعات كاملة، متفادية عبور الأجواء الجزائرية وحتى مياهها الإقليمية.
“رحلة التطبيع” الأولى من نوعها بعد عودة العلاقات المغربية مع الكيان الصهيوني، استغلتها مواقع وحسابات محسوبة على الصهاينة والمخزن لترويج إشاعات مفادها مرور الطائرة عبر المجال الجوي للجزائر التي تعرف بموقفها الثابت الرافض لسياسة التطبيع والهرولة إليه وتمسكها بالموقف التاريخي المناصر للقضية الفلسطينية.
وفي محاولة يائسة لتضليل الرأي العام، زعمت وسائل إعلام صهيونية أن أول رحلة طيران من تل أبيب نحو العاصمة المغربية الرباط ستمر فوق الأجواء الجزائرية، غير أن ذلك لم يحدث فعلا. وصنعت المزاعم الصهيونية حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حول القضية، خصوصا بعد نشر الصحفي الصهيوني، إيدي كوهين، تغريدة على “تويتر” مرفقة بصورة مفبركة ذكر فيها أن “طائرة العار الصهيونية تحلق فوق الأجواء الجزائرية”.
وحاول حساب يحمل اسم “إسرائيل بالعربية” إثارة البلبلة بين الجزائريين والعرب بنشره صورة مرفقة بخبر الرحلة الصهيونية إلى المغرب توحي بأنها ستعبر الأجواء الجزائرية.
وسارع ناشطون جزائريون بتتبع صفحات رصد حركة الطيران العالمية لتفنيد هذه الإدعاءات الصهيونية، حيث أظهرت خرائط رادارات الطيران 24-Flightradar24، وهو موقع يوفر تتبعاً مباشراً للرحلات الجوية في جميع أنحاء العالم، أن الطائرة الصهيونية المتوجهة من تل أبيب إلى الرباط سلكت خطاً جوياً فوق البحر المتوسط مروراً بجنوب اليونان وجنوبي إيطاليا وجزيرة سردينيا الإيطالية ومن ثم جزيرة مايوركا الإسبانية وجنوب إسبانيا، في طريقها إلى الرباط، سالكة مسارات بعيدة عن الجزائر ومياهها الإقليمية.
وأقلعت من مطار بن غوريون، أول رحلة طيران مباشرة من تل أبيب إلى الرباط، وذلك بعد أيام من الإعلان عن اتفاق تطبيع العلاقات بين النظام المغربي والاحتلال الصهيوني.
وأظهرت البيانات التي رصدها الموقع تأخر الرحلة الجوية بحوالي نصف ساعة عن موعد الهبوط في مطار الرباط في المغرب ما يؤكد فرضية أنها غيرت مسارها تفاديا للدخول إلى الأجواء الجزائرية أو المياه الإقليمية، مخافة تعرضها لرصد الرادرات التابعة لقوات الدفاع الجوي عن الإقليم أوحتى إرسال القوات الجوية لمقاتلات لتحذيرها من اختراق الأجواء الوطنية.
وكانت هيئة البث الصهيونية الرسمية، قالت إن الطائرة تحمل على متنها “وفداً إسرائيلياً-أمريكياً مشتركاً”، بينهم مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، جاريد كوشنر، ورئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني مئير بن شبات. وذكرت وكالة رويترز، أن الوفد الصهيوني الأمريكي سيلتقي الملك محمد السادس، لتوطيد اتفاق تطبيع العلاقات، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
أمين.ب











