عادة ما يكونون حساسين للبيئة التي يعيشون فيها

هل تؤثر المشاكل الزوجية على الرضع؟

هل تؤثر المشاكل الزوجية على الرضع؟

يقول الخبراء إن الرضع، وعلى الرغم من حداثة سنهم، إلا أنهم يكونون عادةً حساسين للبيئة التي يعيشون فيها، ويشعرون بمدى جودة وترابط العلاقات بين والديهم، حيث يمكن أن تؤثر المشاكل التي تحدث بين الأم والأب على تطورهم العاطفي والعقلي والاجتماعي في كثير من الأحيان، ونقدم فيما يلي بعض التأثيرات السلبية المحتملة التي قد تخلفها المشاكل الزوجية على الرضع:

التنظيم العاطفي

يستطيع الرضع غالبًا التقاط الإشارات العاطفية من والديهم، وفي حال تعرضهم للعديد من المشاكل والصراعات والخلافات المتكررة بين والديهم، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة شعورهم بالتوتر والقلق للطفل، مما قد يؤثر سلبًا على قدرتهم على التعامل مع عواطفهم وضبطها بشكلٍ صحيح، وهذا بدوره يؤدي إلى صعوبات كبيرة في التهدئة الذاتية والتعامل مع التوتر فيما بعد خلال مراحل حياتهم المختلفة.

 

التعلق والأمان

يحتاج الأطفال الرضع إلى الشعور بالأمان والاستقرار في البيئة التي يعيشون فيها، وأن يشعروا بارتباط عاطفي مريح وآمن مع والديهم، حتى يتمكنوا من التطور والنمو بطريقة سليمة، ولذلك فإن تعرض الأطفال الرضع لجو مشحون ومليء بالمشاكل والنزاعات بين والديهم يؤثر على طريقة ارتباطهم بهما بشكل آمن، مما قد يؤدي إلى شعورهم بعدم الأمان والاستقرار في علاقتهم بوالديهم.

 

التطور العقلي

يؤدي تكرار حدوث المشاكل الزوجية في المنزل إلى خلق بيئة منزلية أقل دعمًا وتحفيزًا للرضع، مما قد يؤدي إلى قلة اهتمام الوالدين بالأطفال، وحتى الرضع منهم، وهذا بدوره يؤثر سلبًا على تطورهم العقلي والمعرفي، وقدرتهم على استكشاف وتعلم ما حولهم.

 

اضطرابات النوم

تتسبب المشاكل الزوجية في زيادة مستويات الضغط في المنزل، مما قد ينتج عنه اضطرابات عديدة في أنماط النوم لدى الأطفال الرضع، وبما أن النوم الصحي والمنتظم والسليم يعتبر أمرًا أساسيًا لتطور الرضع الجسدي والعقلي، فإن اضطرابات النوم ستؤدي إلى حدوث تأثيرات سلبية عديدة على الرضع.

 

التطور الاجتماعي

يتعلم الأطفال الرضع عن العلاقات والتفاعلات الاجتماعية من خلال علاقتهم وتفاعلاتهم مع والديهم، إلا أن المشاكل العديدة التي تنشأ بين الأزواج تؤثر سلبًا على قدرة الوالدين على تقديم نموذج إيجابي لطريقة صنع العلاقات الإنسانية والتواصل الصحي بين الناس، مما قد يؤثر سلبًا على التطور الاجتماعي للرضع، ويؤثر في قدرتهم على تكوين علاقات صحية في المستقبل.