يوجد إجماع طبي ونفسي يتردد على لسان جميع الأمهات المرضعات بأن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد عملية غذائية، فهي عملية نفسية وعاطفية أيضاً؛ أثناء الرضاعة يفرز الجسم هرمونات مثل الأوكسيتوسين – هرمون الحب- الذي يعزز الرابط العاطفي بين الأم وطفلها، وهذه الهرمونات تلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقة بين الأم وطفلها، فهي تسهم في إراحة الأم وتوفير الطمأنينة للطفل، لكن هل يمكن أن تتغير هذه العلاقة إذا كانت الأم في حالة مزاجية غير مستقرة أو حزينة؟
تشير الأبحاث إلى أن مشاعر الأم يمكن أن تؤثر على كمية الحليب التي تنتجها، ولكن ليس بالضرورة على طعمه.
فعند الشعور بالتوتر أو القلق، يتم إفراز هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) في جسم الأم، وهذا الهرمون قد يؤثر على تدفق الحليب، مما يجعل الأم تشعر بأن إدرار الحليب قد انخفض.
كما يمكن أن يؤثر التوتر الشديد على إفراز الأوكسيتوسين، مما يجعل عملية “الإفراز” أصعب، وبالتالي يمكن أن يكون تدفق الحليب أقل سلاسة.
أما فيما يتعلق بتغيير طعم الحليب، فقد أكدت العديد من الدراسات أن حليب الأم لا يتغير طعمه بشكل كبير بسبب الحزن أو الغضب، ولكن، من الممكن أن تتأثر مكونات الحليب ذاته بدرجة بسيطة من خلال النظام الغذائي للأم، ومستوى هرمونات التوتر في جسمها، وعلى الرغم من أن الطعم قد يظل في الغالب ثابتاً، إلا أن استجابة الطفل لمشاعر الأم يمكن أن تكون ملحوظة، خاصةً إذا كان الطفل حساساً لتغيرات البيئة أو الإشارات العاطفية للأم.
ق م