استهلَّ الوالد كلامه بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم قال: اليوم يا أبنائي نتحدَّثُ عن أدب عظيم من آداب ديننا الحنيف، فأدب اليوم حول “آداب المسجد”. فلا شك يا أبنائي أن المساجد بيوت الله تعالى، ولقد أمرَنا الله تعالى بعمارتها، والاهتمام بها ونظافتها؛ قال تعالى: ” إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ” التوبة: 18. وهناك جملة من الآداب لا بد أن نعرفها، نذكر منها:
– أن تكون هناك محبة وتعظيم في قلوبنا للمساجد، وتَعلُّقُ القلوب بالمسجد من أفضل الأعمال، فكما نعرف أن من ضمن مَن يظلُّهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلا ظله: “ورجل قلبُه مُعلَّقٌ بالمساجد”.
– التهيُّؤ للذَّهاب إلى المسجد بالطهارة، وحسن الوضوء، والتسوُّك، ولُبْسِ الثياب النظيفة، وتقليم الأظافر، وترجيل الشعر، والتجمُّل والتطيُّب؛ قال تعالى: ” يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ” الأعراف: 31.
– أن نتجنَّب يا أبنائي اللهوَ واللعب والجري، واللغو والثرثرة، ورفعَ الأصوات – ولو بقراءة القرآن على وجهٍ يُشوِّشُ على المصلِّين أو الذاكرين أو المتدارسين للعلم – عند دخولنا المسجد، فلا بد أن نلتزم الذكرَ وعدمَ رفع الأصوات؛ حتى لا نُؤذيَ غيرنا، ولا نُسرِعْ أو نُهروِلْ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أُقِيمتِ الصلاةُ فلا تأتوها تَسْعون، وأتوها تَمشون، وعليكم السَّكِينة، فما أدركتم فصلُّوا، وما فاتكم فأتمُّوا” مسلم.
– صلاة ركعتين سنة تحية المسجد قبل الجلوس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يُصلِّي ركعتين” متفق عليه.
– أن نتجنَّب تناول الأطعمة في المسجد، وجعلها أمكنةً للراحة أو القيلولة أو السمر، وأن نتجنَّب الوقوع في المحرمات؛ كالغيبة، والنميمة، والكذب، وتنقيص الناس.



