أشرف وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، كريم بيبي تركي، على فعاليات الإطلاق الرسمي للحملة الوطنية التحسيسية حول المخاطر المتعلقة باستعمال الوسائط الاجتماعية، خلال فعاليات اليوم الإعلامي التوعوي الذي نظّم حول الموضوع، السبت، على مستوى جامعة الجزائر 3 (كلية علوم الإعلام والاتصال) ببن عكنون، بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي ومسؤولي هيئات ومؤسسات عمومية.
وفي كلمة بالمناسبة، أوضح الوزير بأن بلادنا حققت خلال السنوات الأربع المنصرمة أشواطا جد معتبرة في تنفيذ البرنامج المسطر تنفيذا لالتزامات، السيد رئيس الجمهورية، في جانبها المتعلق بتدعيم البنية التحتية للاتصالات وتعميم الولوج إلى تكنولوجيات الإعلام والاتصال والأنترنت على وجه التحديد، مؤكدا على أن الاستعمال الواسع للأنترنت في أوساط مواطنينا، بمزاياه المتعددة وفوائده الجمة، لا ينبغي أن يصرفنا عن المخاطر المحدقة بمستخدمي الوسائط الاجتماعية والمستهلكين لمحتواها المتدفق بغزارة، إذ أن هذه الأخيرة كثيرا ما تنطوي على سلبيات وتهديدات يمكن أن تضر أيما إضرار بمن لا يعي مخاطرها ولا يدرك فخاخها. وأضاف الوزير، أن هذه الحملة التحسيسية الوطنية جاءت تتويجا لمشاورات موسعة جرى تنظيمها، ضمن فوج عمل شاركت فيه كل القطاعات والهيئات المعنية سالفة الذكر، وسيشارك فيها كل الفاعلين من قطاعات حكومية وفاعلي المجتمع المدني ووسائل الإعلام والفنانين وصناع المحتوى، على المستويين المركزي والمحلي. وقد أطلقت وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية بالتعاون مع الوكالة الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية، السبت 4 ماي 2024، حملة تحسيسية وتوعوية حول المخاطر المتعلقة باستعمال الوسائط الاجتماعية على مستوى مختلف ولايات الوطن، وتمتد إلى غاية يوم الجمعة 10 ماي 2024، بالتنسيق وبمساهمة كل من وزارة الدفاع الوطني، وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وزارة التربية الوطنية، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وزارة التعليم والتكوين المهنيين، وزارة الثقافة والفنون، وزارة الشباب والرياضة، المرصد الوطني للمجتمع المدني، المجلس الأعلى للشباب، المحافظة السامية للرقمنة، إلى جانب قيادة الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني. وتهدف هذه الحملة ذات الطابع التحسيسي والتوعوي إلى تزويد مستخدمي الوسائط الاجتماعية بالتوصيات الوقائية والممارسات الحميدة الكفيلة بتقليل حدة المخاطر المحدقة بهم في هذه الفضاءات الافتراضية، لاسيما ما تعلق منها بالنصب والإحتيال، علاوة على المساهمة في تلافي آثارها السلبية على تكوين الفرد والإرث القيمي للمجتمع وتماسك النسيج الأسري والمجتمعي. هذا ومن أجل تحقيق الأهداف الخاصة بهذه الحملة، تم تسطير برامج ثرية على مستوى مختلف ولايات الوطن تتضمن جملة من النشاطات والفعاليات الجوارية، لا سيما على مستوى الجامعات، المدارس والمعاهد العليا، المؤسسات التربوية، مراكز التكوين المهني، المراكز الثقافية الإسلامية والمدارس القرآنية، دور الشباب والمراكز الثقافية، إضافة إلى القوافل التي ستجوب عديد المدن والقرى. كما سيتم تخصيص فضاءات وأجنحة على مستوى الأماكن العمومية، بغرض تحسيس المواطنين بمخاطر الاستعمال السيء لشبكات التواصل الاجتماعي وإطلاعهم على طرق وتوصيات الوقاية منها، وكذا تبادل التجارب والنقاش. كما سيجري جمع ومشاركة تجارب واقعية معاشة لضحايا المخاطر الناجمة عن الوسائط الاجتماعية. وفي الجانب التوعوي أيضا، ستتم برمجة خطب ودروس توعوية تتمحور حول موضوع الحملة التحسيسية، على مستوى مساجد الجمهورية، يوم الجمعة 10 ماي 2024، على أن يسبقها تنظيم ندوات ولائية حول الموضوع لفائدة السادة الأئمة. علاوة على ذلك، سيتم برمجة مداخلات وحصص تلفزيونية وإذاعية عبر مختلف وسائل الاعلام، إضافة إلى ومضات إعلامية سيتم بثها أيضا على الوسائط الاجتماعية. وقد تطرق المتدخلون في هذا اليوم الإعلامي التوعوي، الذي حضره أفواج من الطلبة وصناع المحتوى، الى أبرز الجوانب المتعلقة بالموضوع، لا سيما الإطار القانوني للجرائم السيبرانية، دور المصالح الأمنية في التصدي لها ومعالجتها، الإرشادات اللازمة لتلافيها، الجوانب الصحية والنفسية لها علاوة إلى عدد من الضوابط الأخلاقية التي يتعين مراعاتها خلال استعمال الوسائط الاجتماعية.
سامي سعد







